لماذا اخترع الغرب سناب شات، وكيف استعمله العرب؟

يوليو
31

تحية طيبة ..

من واقع تخصصي في الصحافة الإلكترونية، تدور أسئلة في الحقل الإعلامي حول سياسة استخدام

بعض التطبيقات مثل الفيس بوك وتويتر واليوتيوب والسناب شات وغيرها

حتى غدا البعض يخرج من سياستها ويستخدم تلك التطبيقات وفق ما هو سائد ورائج

ونجح في ذلك، بل أصبح لكل منصة مشاهيرها وسوقها الإعلامي والإعلاني،

ومن تلك المنصات، منصة السناب شات، والتي شهدت نجاحا باهراً حتى حيث وصل في العام ٢٠١٥

عدد المستخدمين المتفاعلين أكثر من ١٠٠ مليون، كما يتم بث أكثر من ٤٠٠ مليون سناب في اليوم الواحد.

هذا التفوق الواضح للسناب شات جعل الناس تتهافت عليه وظهر نجوم على هذا التطبيق

كما أن أحد العوامل المهمة التي ساهمت في نجاح التطبيق أنه يتوافق مع الشباب

فمثلا في أمريكا  ٧١٪  من مستخدمي السناب بين سن ١٨ والـ ٣٤، وهو ما يؤكد أن السناب شات

حصد الشريحة الأكبر من الشباب حول العالم .

وعندما تبحث عن سبب نشوء السناب فكما قال مخترعيه إيفان شبيغل و روبرت مورفي

إنهم كشباب وفي سن المراهقة يؤديان بعض الأعمال التي يقومان بتصويرها لكن مع

الوقت يشعران بالحرج إزاءها، وهذا ما دفعهم لاختراع تطبيق يدوم فقط لـ ٢٤ ساعة

وذلك لعدم رغبتهما في مشاهدة هذه الأعمال لاحقا أو في سنين لاحقة مثلا ..

كيف يستخدم الغرب السناب شات؟

خلال دراستي في بريطانيا شاهدت عن كثب كيف يستخدم البريطانيون السناب

وانقسموا لقسمين، أحدهما يستخدمه في الترويج ليومياته وأنشطته الاجتماعية

والقسم الآخر يستخدمه في إدارة الأعمال، فبالنسبة للأنشطة اليومية فهذه معروفة

وبالنسبة لعالم الأعمال فهناك أشهر ٥ طرق لاستخدام السناب شات وهي:

١- يعد تطبيق سناب شات منصة إعلانية للأحداث المباشرة

٢- يقوم بتقديم محتوى خاص للمتابعين الذين قد لا تكون لديهم مشاركات على التطبيقات الأخرى.

٣- منصة لتقديم الخدمات والبضائع والخصومات وترويجها.

٤- يمكن أخذ المتابعين في جولات خلف الكواليس

٥- القدرة الكبيرة للسناب في التوعية وإيصال الرسائل

كيف استخدم العرب السناب شات؟

 لا أميل لجلد الذات، ولكن لأن الغالبية قد صنعتهم الفرصة ليكونوا نجوما عبر السناب شات

 فهم في الغالب ليست لديهم خلفية ثقافية أو علمية أو صناعية، وليست لديهم مؤلفات

أو قدرة على التحضير اليومي لما يود قوله لمتابعيه، لذلك يميل كثير منهم

لمتابعة القضايا اليومية عبر تويتر مثلا في “السعودية” للحديث عنها عبر سناب شات.

ومن خلال متابعات يومية وتحليل وإحصاء للكثير من الهاشتاقات بحكم تخصصي 

فإن غالبية الهاشتقات يتفاعل معها الناس بحكم الثقافة لأمرين إما :

  • بسبب العوامل الدينية
  • بسبب العوامل الاجتماعية

وعلى هذا السياق، فتجد غالبية مشاهير السناب يميلون إلى النصح والوعظ والإرشاد

بل تجد أغلبهم يقدم نفسه بشكل متناقض، وما يقوله يناقض فعله، فتصبيك الدهشة

لكن عندما تتوازن وتحاول قراءة المشهد، ستعلم أن مستخدم السناب ليس لديه ما يقوله

فيعتمد على ثقافته الدينية والاجتماعية في محاولة إثبات حضوره، وربما الميل إلى الإثارة

وهذا ما يدفعه للتناقض والظهور بمظهرين، بل ربما تجده يعاني من انفصام في الشخصية.

لقد أصبح من النادر أن تجد شخصا في السناب يحمل رسالة، أو أقل الإيمان يقدم نفسه كما هو

أو يقدم يومياته أو يستخدم التطيق في عالم الأعمال، بل تجد الغالبية يعملون على الإثارة

 ويستخدمون  ثقافتهم الدينية والثقافية الضحلة للمشاركة في الهاشتاقات

الأكثر إثارة لإثبات الحضور.

أخيرا .. لا يمكن القول أن الغرب قد أجاد استخدام السناب شات مثلا، ولا يمكن القول

أن العرب قد أساءوا استخدام السناب مثلا، ولكن ما نراه في الغالب هو أن كل مجتمع

يستخدم التطبيق وفق ما هو سائد ورائج، لذلك عندما تجد شخص في السناب يميل

إلى النصح والإرشاد والوعظ والنصح، فاعلم أنه مفلس وليس لديه ما يقوله، وأن أفكاره

لا تتجاوز حنجرته، أما الناجحون في السناب فهم من يمنحونك كل يوم معلومة جديدة

أو يأخذونك لعالم أو بلد أو ثقافة أو فكر جديد.

 والله أعلم

حسن النجراني

٣١ جولاي ٢٠١٦

٢٦ شوال ١٤٣٧

لا يوجد ردود

أضف رد