كيف يمكن لهيئة الصحفيين السعوديين الاستفادة من تحولات المرحلة؟

يناير
16

كشفت الحرب الأخيرة في اليمن التي تقودها المملكة ضد المتمردين في اليمن

بعد طلب من الحكومة الشرعية اليمنية، مدى ما آل إليه إعلامنا من ضعف في مواجهة

من إعلام من يدعم الحوثيين وصالح ومن ورائهم مثل إيران وغيرها، بالإضافة إلى هجوم

إعلام غربي منظم من قبل جهات اخترقتها الآلة الإيرانية الإعلامية.

.

.

وفي خضم التحولات التي تشهدها المنطقة وظهور تحالفات عربية وإسلامية

تقودها المملكة وتتحرك ضمن إطار شرعي أممي لدحر الإرهاب

ومن يغذون الإرهابيين والعصابات الإرهابية، لم يكن الدور الإعلامي السعودي

وخاصة الأفراد أو المجموعات واضح ومؤثر في مواكبة هذا التحول الهام.

ولعل الكثير من الأسئلة تدور حول أين الصحفيين السعوديين عن ممارسة

أدوارهم الإعلامية في هذه التحولات؟، إننا عند النظر للمشهد الإعلامي الحالي نجد

أنه قائم على على اجتهادات فردية، وأصبح العمل المؤسسي والمجموعات

شبه نادر، إلا من محاولات مثل (سعودي غارديانز على تويتر SaudiGuardians@)

التي تحتاج إلى إطار مؤسسي تعمل من خلاله للوصول إلى الأهداف الحقيقية

في بناء جسد إعلامي صحافي يستطيع أن يثبت في المعركة الإعلامية

ويفكر كما يفكر الاخر ويجاريه باحترافية بالغة مما يساهم في تخفيف الهجمة الإعلامية

واحتوائها والرد عليها وتحويل تلك الهجمة، لهجمة عكسية.

.

.

لذا من يجب أن يساهم في بناء هذا التحول؟، بالتأكيد هي هيئة الصحفيين السعوديين

من خلال بناء عمل مؤسسي جاد، يحدد هوية الصحفي والعامل في مجال الإعلام

ومعايير إجازته؟ وطريقة عمله وتدريبه، وكيف يمكن تقييمه وحفظ حقوقه ودعمه

وتطوير نظرته نحو أفق أرحب ليتواكب مع المرحلة الحالية والتي تتطلب جهود

جماعية تقوم على جمع المعلومات والتحقق منها وترجمتها لعدد من اللغات

وتقديمها في إطار يفهمه الغربي والشرقي.

لقد عملت في نقابة الصحفيين البريطانيين في مانشستر لأكثر من عامين

وتعلمت الكثير من المعايير والمفاتيح التي يمكن العمل وفق أطوارها وتطويرها

بما يتوافق مع ثقافتنا السياسية والدينية والثقافية والاجتماعية، وعكس

ما تريده القيادة الرشيدة على المشهد الإعلامي، والصعود نحو أفق أرحب.

.

.

إن هيئة الصحفيين السعوديين تحتاج لقيادات شابة وواعية وتعي أهمية هذه المرحلة

وتتواكب مع عاصفة الحزم وإعادة الأمل والتحولات السياسية وتطور أدواتها

لكي تقدم إعلاما مهنيا، يدافع عن المهنيين ويحاسبهم ويقدم أطروحات إعلامية

ويعمل أيضا على مراقبة الواقع الإعلامي الدولي ويدفع الصحفيين السعوديين الشباب

لخوض غمار الصحافة العالمية والتواصل معها.

.

.

ويبقى السؤال هل هيئة الصحفيين السعوديين قادرة على صياغة هذا التحول

وتقديم إعلام يتماشى مع قيمة هذه المرحلة؟ أم أنها لا زالت تدير ظهرها

لتترك الحبل على الغارب لدخلاء المهنة، والعاملين عليها؟

.

.

حسن النجراني

مانشستر

١.٣٨ صباحا

مانشستر – بريطانيا

لا يوجد ردود

أضف رد