كنتُ في جلسةٍ مع مجموعة من الزملاء نتجاذبُ أطرافَ الحديثِ وفاجأني أحدهم بسؤالهِ، كيفَ استطعتَ أن تبني علاقةَ جيدة ً مع العائلةِ الإنجليزيةِ التي تسكنُ معها في مدينة يورك البريطانية (شمال لندن ساعتين) اختصرتُ في الإجابةِ وعزمتُ على التدوينِ لضمانِ نشرِ الفائدةِ فأقولُ وباللهِ التوفيق: (سأكتب بلغة بسيطة لضمان وصول المعلومة والبعد عن اللغة المعقدة) . . كأي مبتعث تلقيتُ قرار الابتعاث وعزمت على الدراسة في بريطانيا سعيد جداً بهذه التجربة، وتوقعت سهولة نيل الأماني واتقان اللغة بل ذهبت بفكري بعيداً إلى أن العائلات الإنجليزية ستفتحُ ذراعهيا بكل تقدير وكنت انتظر الفرصة الكبرى لنيل أمنيتي واتقان اللغة – بكل بساطة – . . وصلتُ لبريطانيا في أكتوبر 2012م لمانشستر وكانت لغتي ركيكة وسكنت مع عائلة لمدة شهرين، ولم تكن الأماني بتلك التصورات وعانيت كثيراً واتخذت قراراً خاطئا بعد سلسلة من التعقيدات فالعائلة كانت سيئة للغاية، وذهبت لسكن طلابي لمدة 8 أشهر ولم أوفق بل تدهورت اللغة كثيراً في المعهد سيء الذكر كابلان ثم معهد جامعة سالفورد وأثناء التوهان تلقيت نصيحة بالرحيل من مانشستر إلى مدينة يورك -تبعد ساعة إلي الشرق من مانشستر- بالقطار، فعقدت العزم وتوجهت أحث الخطى في شهر سبتمبر 2013م، وسكنت مع عائلة انجليزية ووفقت في اختيار العائلة بعد استفادتي من التجارب السابقة ولا زلت مع العائلة وحتى ساعة كتابة التدوينة ( 11.36مساء الثلاثاء 25 فبراير 2014) . . . معايير تساعدك على نجاح التجربة مع العائلة الإنجليزية: 1- اختيار المدن الصغيرة وتجنب المدن الكبيرة فغالب المدن الصغيرة عائلاتها غاية في الود والمحبة والتقدير بعكس المدن الكبيرة. 2- عدم السكن مع عائلة تتكون من إمرأة واحدة أو رجل واحد فغالباً تفشل التجربة لأسباب منها عدم وجود أكثر من شخص في المنزل للتحدث باللغة الإنجليزية. 3- في حالة عدم ارتياحك للعائلة أو وجدتهم يفرضون شروطاً أو يمنعونك من الجلوس في غرفة التلفزيون فبادر فوراً بالاتصال بمعهدك واطلب التغيير مباشرة فجميع الحالات التي مرت علي عندما غيرت تغير كل شيء وأصبحت سعيدة. 4- يجب على المبتعث أن يفهم أن مفردة (عائلة) ليست مثلنا في السعودية، بل مختلفة وتعني مجموعة أشخاص يسكنون في مكان واحد مثلا العائلة التي أسكن فيها في مدينة يورك تتكون ( من صديقتين إنجليزيتين ومحامي) بالإضافة إلى صديق العائلة، لذا فاختلاف مفهوم الكلمة له دور في بناء علاقة جيدة. 5- إذا نجحت في إيجاد عائلة جيدة فهناك بعض الأمور: أ. الخجل عند الحديث أو التكسير في اللغة، فلو كانت لغتك جيدة لما ذهبت لعائلة لذا اخطأ ولا تخجل. ب. احرص على مشاهدة التلفزيون مع العائلة والتدوين في ورقة صغيرة أبرز المسلسلات التي يشاهدونها واسأل منسوبي معهدك عن قصص هذه المسلسلات لكي يتسنى لك ادهاش العائلة بخلفيتك عن تلك المسلسلات، ليدركو أنك أصبحت تتابع معهم ما يجدون فيه التسلية. ج. اختر وظيفة في البيت مثلا اخبر العائلة أنك ستقوم بتنظيف غرفتك على الدوام أيضا تعلم كيف تشاركهم في غسيل الصحون ومواعين الأكل. د. شاركهم باستمرار واعرض عليهم مساعدتك ولو لم يقبلوا فهم في الغالب لا يتقبلون مساعدتك إلا بعد فترة طويلة من العرض مثلا شهرين. هـ . حاول أن تعطي صاحب المنزل من 20-40 باوند من قبيل المشاركة في فواتير المنزل شهرياً، بدلا من احضار الفواكه مثلا أو بعض الأمور الأخرى فهم يعرفون قيمة المال. و. عندما تود أن تغيب عن المنزل اشعرهم بذلك برسالة بوقت كاف قبل وجبة العشاء فهم يدركون قيمة توفير الغذاء، ويعدونه جزء من احترامهم وتقديرهم. ز. شارك في شراء بعض الحاجيات للمنزل ما بين فترة وأخرى كأدوات التنظيف وغيرها. ح. لا تعاملهم كأنك تصرف عليهم من نقودك بل عاملهم كصاحب حاجة، ففي البداية ستجد العمل مرهق والنفس غير قابلة لهذا الأمر، لكن مع الوقت ستتعود على ذلك. ط. كن مبتسماً ومشاركاً لهم في مناسباتهم، وتلمس مشاعرهم واسألهم عما يشغل بالهم. ي. استخدم المفردات الجميلة لصاحب المنزل كقولك يا ملك أو يا أمير أو يا سيدي فالإنسان بطبعه يحب الوصف الجميل. . . من خلال تطبيقي للحديث أعلاه مع العائلة التي اسكن معها ماذا كسبت؟ – يأخذونني لمناسباتهم الشخصية والتي في الغالب لا يحضرها إلا الأقارب. – تناديني صاحبة المنزل بـ (ولدي) واذا غبت عن المنزل تسأل عني كثيراً. – إذا كان لدي موعد تذهب معي بسيارتها الشخصية وتحضر معي. – تخيرني في أوقات الطعام كما يحلو لي. – تتحدث معي طوال اليوم. – تفسر لي العديد من الظواهر الاجتماعية والثقافية. – تحرص على تطوير لغتي وتحسين اللغة العامية (informal) . – وصل بها الأمر إلى أنها عندما أراد محامي إنجليزي السكن في إحدى الغرف استشارتني وقالت لي (إذا لم يعجبك الحال سأخرجه من المنزل) – تأخذني في نهاية الاسبوع (احيانا) للتمشية خارج مدينة يورك. . . أخيراً .. كن للعائلة ابنا يكونون لك أهلا .. ولا يهمهم اللغة بقدر أهمية المشاركة . . بالتوفيق… حسن النجراني 11.53 مساء الثلاثاء ٢٥ فبراير ٢٠١٤
كيـف تبني علاقة جيـدة مع العائلات في مرحلة اللغة ..!
فبراير
26
الردود 4
ولم تعد أغنياتي .. أنشودةُ سيدتي ..!
نوفمبر
24
خلاص .. حتى أغنياتي صارت حكايا حزينة.. خلاص .. ففي بلدان أفراحك تحولت الأغاني لأتراح .. خلاص .. لم تعد تغري سمعك ولم تعد ألحانها .. ترفرف حول قلبك الجميل.. . . اركض خلفك صغيرتي بأغنياتي.. وانتظر أمام قصرك طويلا .. كبرتي سيدتي وأصبحتي فاتنة للعيان .. وبيدي أجر أغنياتي .. وأجرُّ ابتهالاتي … وانتي رحلتي من قلب أغنياتي.. . . انزوي في ركن صغير متهدل ابكي على كلماتي .. أحتضن أغنياتي البسيطة وألحاني .. وعانقني ثوب حبي الأسود وتبدلت ألواني للون اللرمادي .. وانكفأتُ على الأرض وذراتها تعانق أنفاسي .. . . وخلفي .. أتت خلفي تجري أمي.. ترفع خدي عن التراب وقد سال دمعي وملأ القِراب .. وحملتني جسدا خوار.. خوارا لا يطيق البَعاد وبين يديها يقبع جسدي المعذب .. وعيناي جاحظتان للسماء .. قد انهارت بين يديها عذابات السنين .. وأردد بصوت متهدج: “ولم تعد أغنياتي .. أنشودة سيدتي ولم تعد تحنو على أمنياتي ..” . . تحملني امي تجري بأدمعها .. والروح قد تفاقمت حزنا .. وعيناي ترنو لقصرك العظيم .. حيث كانت فرحة السنين : “ولم تعد أغنياتي في مفضلتك سيدتي” . . وحدث : نظرت سيدتي من نافذتها الواسعة .. وقالت: أنت هنا؟ اعذرني عشيقي الصغير للتو رفرفت أطيارك .. عُدْ .. فللتو علمتُ أنّك بالعذاب .. وعاد متهدلاً يجري لم تسعه الأرض من فرط الفرحة ..! ويركضُ .. ويركضُ وأمهُ تحتضنُ ذراتُ غبارهِ .. وتحتضن الحنين ..! . . يورك ٢٣ نوفمبر ٢٠١٣
لا يوجد ردود
تعالي .. يا ســـلام ..!
نوفمبر
13
وتأتينَ لحنا .. وترحلين .. وتفيضين عشقا .. حتى تتقاطر أنفاسي .. فأركضُ خلفكِ حبيبتي أناديك لهفة ..
تعالي .. تعالي .. يا سلام ..! . . تعالي عشيقتي .. وارتمي في الأحضان
دعيني أقبّلُ شفتيكِ دعيني أعيشُ الغرام ..
تعالي فكل دقيقة .. وطنٌ يهيم فيكِ .. تعالي … تعالي .. يا سلام ..! . . ردي السلام .. ردي السلام .. ردي صوتي لحناً مع الأنغام .. ردي لي رسائلي .. حدثي بقصتك الحمام ..! تعالي .. تعالي .. ياسلام ..! . . تعالي يا شوقي .. تعالي ما لهذا المنام .. تعالي فقد هجرني رقادي واستحلني الهيام .. تعالي تعالي .. يا سلام … يا سلام ..! . . تعالي واحكي لي رواية حلمك رددي على مسامعي الكلام .. قولي لي متى أوبتكِ متى زيارتكِ
متى تتحقق الأحلام ..! . . تعالي .. تعالي يا سلام ..! تعالي .. لتركض الأقلام .. تعالي .. لنطرد الأوهام ..! تعالي .. ورددي عشقاً .. تعالي .. تعالي .. يا سلام ..! . . تعالي يا رواية الأمس يا أسطورة الهيام .. تعالي واحكي عن الوجد .. وعشقي طاب له فيك المقام .. تعالي .. تعالي .. يا سلام ..! . . تعالي .. فقد بحّ حرفي .. تعالي .. واهتفي .. ورددي في آفاقي .. واصرخي في الآطام .. أنكِ قد عُدت ..
تعالي .. تعالي .. يا سلام ..! . . لم أنم ليلتي .. ولم تأتني الأحلام .. ولم أجد على نافذتي .. عصفورك ووردك المستهام .. تعالي .. تعالي .. يا سلام ..! . . قطرات البرد .. تراصفت على نافذتي .. وزهر (إي كومب) عانق الغمام .. وتنادى على مسمعي .. صوت الرعد .. يبشرني .. بقدمك .. بقدمك .. تعالي .. تعالي .. يا سلام ..!.
. 00.31 نوفمبر ذو المزاج المتقلب .. 13 – 11- 2013 يورك – بريطانيا
لا يوجد ردود
إنها في جنيف السويسرية ..!
نوفمبر
09
نعم .. لم أفهم أن الملائكة ستكون على هيئة بشر سوى في هذه الدولة الجميلة
سويسرا وبالذات في مدينتي جنيف ولوزان، وذلك من خلال الهدوء والانسيابية البشرية التي تجمع بين احترام الخصوصية والتعامل بشكل ودود مع الآخر ، وقد اعتقدت
أنهم مرفهون للغاية ولا ينقصهم شيء في ظل الأجواء الساحرة لذلك هم ملائكة ، لذلك ومن منطلق
الفضول الصحفي وعند وصولي إلى أحد المقاهي المطلة على بحيرة ليمن بوسط
جنيف، وأثناء تناولي للقهوة تحدثت إلى رجل في أواسط الأربعينات وسألته ضاحكا:
هل أنتم ملائكة؟ فرفع حاجباه في دهشة ولم ينبت ببنت شفه، ثم عقب بعد ذلك قائلا نحن بشر مثلكم غير أننا لا نتدخل في شؤون الآخر ومؤمنين بالسلام عندها أسرفتُ على مسامعه وصف ما شاهدته في سويسرا من لحظة الوصولمن خلال الناس وانسيابتهم في المطار والقطار والمدينة في هدوء عجيب يجمع بين الثقة والهدوء والابتسامة والسلاسة..!.
.
سأتلو بعض المعلومات عن سويسرا باختصار شديد لتذهب الغرابة بعيداً
إن سويسرا تنقسم الأعراق فيها إلى أربعة أعراق وهم السويسريون الألمان
والسويسريون الفرنسيون والسويسريون الإيطاليون والسويسريون اللاتين.
و في ظل هذه الأعراق المختلفة فإنك ترى الجميع ينساب في بوتقة واحدة
لا تكاد تراهم يتمايزون ..
.
.
أين العجب يكمن؟
إنك إن تذهب إلى سويسرا فإنك تستطيع أن تتحدث باللغات الأربع بالإضافة إلى
الإنجليزية، ولذلك عندما دلفنا إلى مطار جنيف فإن اللغة التي يتحدث بها الجميع
هي اللغة الفرنسية وكذلك الحال بالنسبة لمدينة لوزان فإنهم يتحدثون الفرنسية
فيما يتحدث الناس مثلا في مدينة زيورخ بالألمانية بالإضافة إلى الإنجليزية
ومع ذلك فالجميع ينصهرون في مصب واحد ألا وهو خدمة سويسرا والشأن السويسري،
إن اختلاف اللغار والأعراق والديانات ليس عذرا لأن يحارب الإنسان أخاه الإنسان في
صورة همجية أقرب للحيوانية تحت شعارات دينية وحزبية وأوهام مختلقة ..
.
.
قضيت يوم السبت كاملاً مع صديقي الرحالة أحمد خيمي هذا الرجل الودود للغاية
إنه يصب الشعر صباً في أذني حتى أكاد أفقد وعيي وإحساسي تجاه حروفي
إضافة إلى أن لديه خاصية جميلة وهي أنه خدوم يهب لمساعدة أصدقائه في السفر
وهذه الصفة قلما تتوفر في بعض الأصدقاء الرائعين..
.
.
لفت نظري أنه عند التقاط الصور للزميل الرائع خيمي فإن السويسريين من روعتهم
يأتون ويحاولون الدخول في الصورة من خلال القيام بحركة ضاحكة، في إشارة إلى
هذه الأخلاق التي تنساب بداخلهم، في وقت نحن كعرب مسلمين في حاجة إلى
أن نكون على مستوى هذه الأخلاق.
.
.
الإسلام نحن أكثر من يتشربه وأقل من يتأثر به، إنها حقيقة مرة تغضب الكثير
تكومامنا مشوار قصير للوصول إلى ذواتنا وحياتنا الحقيقة
.
أعود للحديث حول سويسرا … لم تطب لي هذه الدولة على الإطلاق بل تعتبر مملة للغاية
إنها تنفع للمقبلين على الزواج أو فرد يبحث عن الوحدة، يعشق أن يبقى الكون من حوله صامتا
وتعتبر سويسرا غالية إلى حد ما لكن ليس إلى الدرجة التي صورت لي سابقاً بل جداً عادية
ربما أكثر ما يجعل السفر غاليا بالنسبة لنا كشعب سعودي هي ثقافة السفر البائسة
التي سأتحدث عنها لاحقاً .. ..
جنيف - سويسرا
٢ نوفمبر ٢٠١٣
رد واحد
إنّها جنيف السويسرية يا صديقي ..!
نوفمبر
08
إنها العاشرة من مساء الجمعة إنه الأول من نوفمبر ٢٠١٣ م
وقد جمعتُ في تلك الليلة شتات العمر .. وشتات الوجع
كل شيء كان يبدو ثقيلاً .. خطواتي ثقيلة .. الثواني ثقيلة
كانت الأرض تمور من تحت قدمي .. لم أقوى على المشي
فتلك الليلة كانت إحدى الليالي الصعبة في سنوات الغربة
حيث يكون الشتات والضياع صديقين لمن يتشتت تفكره
إنّها صعوبة الحياة .. عندما تتذكرُ صديقاً رحل منذ ١٠ سنوات..!.
لا أدري لمَ مرّ طيفه أمام ناظري فجعلني مرتبكاً وجلاً حزيناً
ليلة عصيبة قلّما تمر في حياتي، لكنها ليلة صديقي محمد
الليلة الأكثرُ رعبا وتدميراً وحزناً .. الليلة التي أضعف فيها
الليلة التي أصبح فيها ضائعاً البتة .. أصبح الشخص الآخرالذي يمضي بدون روح.. بدون جسد .. بدون أحساسيس
إنها الليلة التي تنهار فيها أبجديات التفوق والنجاح والإحلام
إنها الليلة التي بكيتُ فيها كثيرا منذ سنوات .. لم تكن ليلة عادية
كانت الليلة التي ذرفت فيها الدموع كثيراً على فقده وكأنه بالأمس رحل
الليلة التي أصبحتُ فيها كطفل موجع يتلو الوجع على فقد أم ..!.
.
حزمت حقيبتي الصغيرة التي تشبه حقائب الطيارين
بها لبس واحد (قميص وجينز) وأدوات النظافة الشخصيةوأوراقي الثبوتية وتسللت إلى قطار مدينة يورك البريطانية
دلفتُ إلى الممرات الخاصة بالمغادرة على القطارات..
وعلى الرصيف الثالث قطاري الذي سيذهب بي إلى مانشستر
ركبتُ قطاري، كانت صفحة الحياة في تلك الليلة سوداء مظلمةكانت الرعشة الموجعة تتسلل إلى مفاصلي .. ففكري لم يكن
في يورك في تلك الليلة .. إنه في مكان آخر حيث يقبع صديقي الراحل
حيث يحاول الحزن راجلاً أن يرتحل ظهري لكن كنتُ أطرده تماماً ..
فالحزن غيرُ مرحب به في عالمي على الإطلاق ..
.
.
كانت الانهيارات تصب بالداخل صباً حتى أخالني سأفقدُ الوعي ..
جلستُ في الكرسي رقم ٣٠ بجانب النافذة، وأشحتُ بوجهي بعيداً
كنت في تلك الليلة شخص آخر، كنتُ حيث يكون الإنسان ضعيفاً البته
حيث تكون المقاومة في أقصى ضعف درجاتها .. حيث ينعدم الشعور الداخلي ..
..
كانت الأنفاس في تلك الليلة تكاد تنحبس بداخلي .. حتى يخالني أن الحياة
منحبسة وأن الكون بدا صغيراً للغاية أوله عند رمش عيني وآخره عند طرف أناملي
وما بين عيني وأناملي يمتد هذا العالم ..
حيث ينحبس الوجود والسماوات والأراضين .. حيث لا أشعرُ بمن حولي ..
وتسللت دمعة من عيني .. حاولت كبت جماحها .. حاولت إيقافها عن مجراهاحاولت ألا يتحول الدمع لبركان يثور ما بداخلي من أوجاع على هذا الرفيق
الذي مضى على رحيله ١٠ سنوات .. لكن ذكرياتنا لا زالت تحتل وجهي وملامحي
..
يا لتلك الليلة .. إنها الليلة التي لا تشبهها ولا حتى ليالي ديسمبر الحالكة ..
ليلة أبحرتُ فيها مجبرا في عوالم الخيال والحزن والأقدار الموجعة ..
لم أستطع في تلك اللحظات العارمة سوى أن أدفن وجهي بين يدي وبكيتُ لأول مرةمنذ سنوات .. بكيتُ حتى كأنني لأول مرة أبكي على فقده .. بكيت كثيراً
بكيتُ فقدان هذا الشخص العظيم في حياتي .. بكيتُ رحيله الموجع ..
بكيت تلك اللحظات التي كانت تضمنا والتي لو استمر في الحياة لما عرفت الإعلام
ولمضيت في طريقه وطريقي في أن نعيش حياتنا كيفما اتفق لنا …
.
.
في تلك اللحظات لم انتبه سوى أن من حولي صامتون .. لقد نسيت نفسي
ونسيت من حولي في غمرة المشاعر المتدفقة .. لقد كانت هناك إمرأة
في الأربعينات تنظر إلى بحزن .. وبادرتني بقولها: الحياة جميلة .. لذلك لا تذرف الدموع ..!
ابتسمت وقلت لها: هناك أناس يشذون عن قاعدتك بعبق سيرتهم ..!
.
.
وقطع حوارنا اتصال صديقي أحمد خيمي … قائلا بعفويته المعهودة: أين أنت يا صديقي؟
قلت في الطريق إلى مانشستر .. فردد قائلا: إنّها جنيف يا صديقي .. أسرع أسرع ..!
ابتسمت لحلاوة روح هذا الصديق الجميل .. وقلت له إنني قادم ..
ففي الثاني من نوفمبر رحلة جميلة إلى مدينة جنيف السويسرية
.
.
وصلتُ إلى شقة صديقي فيصل القاسمي وسالم العلي ودلفتُ سريعاً
ونمتُ وكأنّني أضع عن كاهلي حمل ثقيل ..
.
.
مانشستر
١ نوفمبر ٢٠١٣
آخر الردود