إنها في جنيف السويسرية ..!

نوفمبر
09

 نعم .. لم أفهم أن الملائكة ستكون على هيئة بشر سوى في هذه الدولة الجميلة

سويسرا وبالذات في مدينتي جنيف ولوزان، وذلك من خلال الهدوء والانسيابية البشرية التي تجمع بين احترام الخصوصية والتعامل بشكل ودود مع الآخر ، وقد اعتقدت

أنهم مرفهون للغاية  ولا ينقصهم شيء في ظل الأجواء الساحرة لذلك هم ملائكة ، لذلك ومن منطلق
الفضول الصحفي وعند وصولي إلى أحد المقاهي المطلة على بحيرة ليمن بوسط
جنيف، وأثناء تناولي  للقهوة تحدثت إلى رجل في أواسط الأربعينات وسألته ضاحكا:
هل أنتم ملائكة؟ فرفع حاجباه في دهشة ولم ينبت ببنت شفه، ثم عقب بعد ذلك
  قائلا نحن بشر مثلكم غير أننا لا نتدخل في شؤون الآخر ومؤمنين بالسلام
  عندها أسرفتُ  على مسامعه وصف ما شاهدته في سويسرا من لحظة الوصول
من خلال الناس وانسيابتهم في المطار والقطار والمدينة
  في هدوء عجيب يجمع بين الثقة والهدوء والابتسامة والسلاسة..!
.
.
 
سأتلو بعض المعلومات عن سويسرا باختصار شديد لتذهب الغرابة بعيداً
إن سويسرا تنقسم الأعراق فيها إلى أربعة أعراق وهم السويسريون الألمان
والسويسريون الفرنسيون والسويسريون الإيطاليون والسويسريون اللاتين.
و في ظل هذه الأعراق المختلفة فإنك ترى الجميع ينساب في بوتقة واحدة
لا تكاد تراهم يتمايزون ..
.
.
أين العجب يكمن؟
إنك إن تذهب إلى سويسرا فإنك تستطيع أن تتحدث باللغات الأربع بالإضافة إلى
الإنجليزية، ولذلك عندما دلفنا إلى مطار جنيف فإن اللغة التي يتحدث بها الجميع
هي اللغة الفرنسية وكذلك الحال بالنسبة لمدينة لوزان فإنهم يتحدثون الفرنسية
فيما يتحدث الناس مثلا في مدينة زيورخ بالألمانية بالإضافة إلى الإنجليزية
ومع ذلك فالجميع ينصهرون في مصب واحد ألا وهو خدمة سويسرا والشأن السويسري،
إن اختلاف اللغار والأعراق والديانات ليس عذرا لأن يحارب الإنسان أخاه الإنسان في
صورة همجية أقرب للحيوانية تحت شعارات دينية وحزبية وأوهام مختلقة ..
.
.
قضيت يوم السبت كاملاً مع صديقي الرحالة أحمد خيمي هذا الرجل الودود للغاية
إنه يصب الشعر صباً في أذني حتى أكاد أفقد وعيي وإحساسي تجاه حروفي
إضافة إلى أن لديه خاصية جميلة وهي أنه خدوم يهب لمساعدة أصدقائه في السفر
وهذه الصفة قلما تتوفر في بعض الأصدقاء الرائعين..
.
.
لفت نظري أنه عند التقاط الصور للزميل الرائع خيمي فإن السويسريين من روعتهم
يأتون ويحاولون الدخول في الصورة من خلال القيام بحركة ضاحكة، في إشارة إلى
هذه الأخلاق التي تنساب بداخلهم، في وقت نحن كعرب مسلمين في حاجة إلى
 أن نكون على مستوى هذه الأخلاق.
.
.
الإسلام نحن أكثر من يتشربه وأقل من يتأثر به، إنها حقيقة مرة تغضب الكثير
تكومامنا مشوار قصير للوصول إلى ذواتنا وحياتنا الحقيقة
.
أعود للحديث حول سويسرا … لم تطب لي هذه الدولة على الإطلاق بل تعتبر مملة للغاية
إنها تنفع للمقبلين على الزواج أو فرد يبحث عن الوحدة، يعشق أن يبقى الكون من حوله صامتا
وتعتبر سويسرا غالية إلى حد ما لكن ليس إلى الدرجة التي صورت لي سابقاً بل جداً عادية
ربما أكثر ما يجعل السفر غاليا بالنسبة لنا كشعب  سعودي  هي ثقافة السفر البائسة
التي سأتحدث عنها لاحقاً ..
  .
.
جنيف - سويسرا
٢ نوفمبر ٢٠١٣

رد واحد

رد واحد على موضوع “إنها في جنيف السويسرية ..!”

  1.  majed

    الملائكه لا يراها الا ملاك مثلها
    فلك الحق ان تودع حياة البشر القاطنين بجزيرة العرب
    واكثر ما يضحكني قولهم مسلمين بلا اسلام
    ولا اعلم اين اسلامخم الذين علمونا اياه لا ينطبق بحياتنا اليوميه
    اصبح كل ما نتعلمه مثاليه زائفه لا نستطيع تطبيقها
    وقد يكون البعض منا يتهم تخلفنا بإسلامنا
    ولا يعلم ان ما نعيشه بسبب اولئك الذين جعلوا من انفسهم ترجمان للاسلام
    وزبانية لجنهم وملائكة على ابواب الجنه
    يدخلون من يوافثهم ويعذبون من يخالفهم

    صديقي استمتع بغربتك
    فهي فرصه لن تتكرر
    ستعود يوما الى المقبرة الانسانيه

    كان سرد أكثر من رائع
    بل كنت معك بتفاصيل الصوره لصديقك خيمي
    وانتظر ما الجديد هنا حول مغامراتك الانسانيه
    فأنت تجاهد ما تعودت عليه في بلادك
    دمتم

أضف رد