انتهاكُ حزن ..!

أكتوبر
23

بل أنتي أشدُّ فتكاً وعذاباً

وصورتك التي تسكنني

تمزقني كالذئابا ..!

ما بالُ الهجيرِ دنا ..

ما للرحيلِ غدا سرابا

ما ليومي غادرهُ الفرح

ما لي فقدتُ الثيابا

.

.

يا هذا الذي ..

سكن دمي وجوارحي

وأزمعَ الرحيل وأخفى الجوابا

وعانقني ببسمة ..

مسّها جراحُ ونُدابا

وألقى على زندي

حملٌ يفجّرُ الدمعَ هُتافا

.

.

يا هذا ..

أرفقْ ففي الذبحِ رحمَةٌ

هلّا سَننتَ سكينك  ارتياحا

وجعلتِ من حدِّه جَنّةٌ

وأمتني بلا اضطرابا

ما لهذه الأرضُ أضحت ضيقة

ما لهذا الكونِ الفسيح  زادَ ارتجاجا

.

.

وودعتُ فيكِ كعبةٌ

وودعتُ في مسعاً ومطافا

وودعت فيك أروقةٌ

وودعتُ نحيبي ارتياعا

وجعلتُ غايتي صمتٌ

حتى ينتهكني حزنك انتهاكا

وتدور المعارك طحنا

وتتحطم أضلعي قتالا

.

.

فلو كان لنا سَفْحٌ

لمضيت إليه وصالا

ولبكيتُ حتى يبتلَّ الوادي

ويذوبُ الصخرَ أحزانا

ويصيحُ عبقرُ الوادي

ما أحرانا بدمعك ما أحرانا

.

.

وتدورُ بالوجدِ دورتهُ

ويسقطُ العِشقُ تمثالا

وتموتُ وردة سقيناها

من لهفنا حبا واشتياقا

وتخرُّ الأشعار في لحظة

وتضمحلُّ الأنغام وجدانا

.

.

تنتهي دروتي

وتبلغ الذروة منتهاها

ويسقط قلبي واقفا

وأسطِّرُ الحُزنَ ألوانا

يورك أواخر أكتوبر

٢٠١٣

رد واحد

أمستردام .. ومفاجأة الفندق ..!

أكتوبر
21

 الساعة هي ١٢.٥٣ صباح الأثنين الموافق ٢١ أكتوبر ٢٠١٣م

الموافق 16 ذي الحجة ١٤٣٤هـ وأكتب هذه المدونة من أحد الفنادق

المطلة على القنوات المائية المنتشرة في أنحاء مدينة أمستردام الهولندية

وأواصل الحديث:

 عندما تسللتُ لغرفة الفندق مع صديقي وجدتُ مفاجأة جميلة

وهي أن الحمام أكثرُ فخامة من الغرفة، وهذا يحدث في النادر فلم أشاهد

فندقاً بهذه الكيفية لا أدري ما السبب أو ما الهدف، قد يكون طرئ أمر على هذه الغرفة

لا يهم ..!

.

.

لعل من أبرز المشاهدات التي لفتت نظري في مدينة أمستردام الرائعة

أن أهلها ودودون للغاية فلا يكادون يعرفون أنك أجنبي وسائح إلا ويقومون

بمساعدتك وتزويدك بالمعلومات التي  تريدها ويزيدون في ذلك إحساناً وكرماً

.

.

وأذكرُ أن صديقي سأل أحد الهولنديين ونحن في مدخل (الترام) – وهي حافلة مثل

القطار غير أنها تسير على قضبان حديدية وتنقلاتها داخل المدينة فقط – عن مكان ما

فقام الهولندي بتوصيف صديقي علماً باللغة الإنجليزية حيث أن الإنجليزية شائعة في هذه المدينة اللطيفة

وبادر بمساعدتنا ووقف إلى جوارنا وزاد في الشرح مع الابتسامة الفائقة

ولم يتركنا حتى نزلنا من (الترام) بعكس الإنجليز ذوو الأخلاق الصلفة

والذين لا يقيمون للود ولا للمحبة أي تقدير ونحن نعاني منهم كمبتعثين

فلو سألت أحدهم عن شيء ما لبادرك بعدم المعرفة وربما في أحسن الأحوال

طلب منك البحث عبر الانترنت .. إنهم سيئون للغاية في التعامل مع الأجانب ..!

.

.

من أبرز المشاهد رأيتُ خطافات في أعلى المنازل ولها (بكرة) تتدلى  للتحميل والتنزيل

وعندما سألت أحدهم عن هذه الخطافات التي أراها فوق كل مبنى المكون من طابقين

وثلاثة، قال إن الدرج الداخلي ضيق للغاية ولذلك يعمد أصحاب هذه المباني لاستخدام

الخطافات الخارجية لرفع الأثاث أو الأجهرة وإدخالها مع النوافذ الكبيرة للغرف ..

ولعلني أدرج صورة خلال الأيام القادمة لهذه الخطافات  خلال هذا الموضوع.. !

.

.

في أمستردام لا يمكن للمرء أن يبني طوابق كثيرة فتربة أمستردام لينة للغاية ولا تتحمل

بل إن المعماريين يقومون بتثبيت الخشب بالأسفل ولمسافات عميقة كي يقومون ببناء الأدوار المتعددة

.

.

التراث في أمستردام محفوظ فالدولة الهولندية تحافظ عليه وتساهم في دعم أصحاب

التراث من خلال مساعدتهم أثناء الترميم ببعض الأموال، ولا يسمح مجلس المدينة

بأي ترميم إلا بعد العودة إليه ووفق ضوابط مشددة فهم يدركون أن التراث ملك للأجيال

وفي هذه النقطة بالذات أتذكر تاريخ المدينة المنورة ومكة المكرمة والذي دمر بالكامل

ولم تبقى منه وخاصة في المدينة سوى 40 موضعاً تراثياً كنت اطلعت عليها إبان

عملي في جامعة طيبة وكذلك من خلال عملي في صحيفة عكاظ السعودية ..!

.

.

في أمستردام المتناقضات والمتشابهات كلها تسير جنباً إلى جنب سواء فيما يتعلق

بالإنسان أو بالتراث أو بما يتعلق بالأديان فمعروف عن هولندا تسامحها الديني

فمثلاً كان اليهود ربع سكان أمستردام الهولندية وكانوا يعيشون في هناء

لكن النازيين الألمان أغاروا عليهم وقتلوهم وشردوهم وهناك متحف لليهود في أمستردام

يعرض تاريخهم في هذه المدينة الجميلة، وقد زرته وسأكتبُ عنه في وقت لاحق.

.

.

لفت نظري أن الهولنديين ضخام الجثة لكن ليس الغالبية ويشتركون في أنهم ليسوا

جميلين، فضخامة الوجوه صفة متشابهة بينهم وكذلك عظمة الأنوف وهم بالنسبة

للألمان والإنجليز أقل جمالاً وكذلك نساءهم وهذا أمر مستغرب بالنسبة لي

فحسب بيئتي الصحراوية في السعودية فإن كل شقراء جميلة، ولكن ما رأيته في هولندا

العكس فكل الشقراوات غير جميلات ولم أرى جميلة تلفت النظر بل نساء عاديات جداً

والحال ينطبق على الرجال الهولنديين ..!

.

.

الحديث يطول في هذا الباب ولكن لأن المتصفحين الأعزّاء يجدون مشقة في قراءة

أحرفي فسأتوقف عند هذا الحد ..

.

.

حسن النجراني

أمستردام

1.90 صباحاً

الاثنين 21 أكتوبر 2013

لا يوجد ردود

٦٠٠ ألف سيكل .. في أمستردام ..!

أكتوبر
20

استكمالاً لحديثي عن سفري إلى المدينة الرائعة أمستردام بهولندا

خلال الفترة من الجمعة ١٣ ذي الحجة ١٤٣٤هـ إلى الاثنين ١٦ ذي الحجة ١٤٣٤هـ

واليوم هو السبت ١٤ ذي الحجة .. أواصل الحديث:

وصلتُ لمطار أمستردام الدولي بهولندا الغريب من نوعه فالمسافرون والقادمون في نفس المبنى

ولم يمر علي مطار بمثل هذه الكيفية، قبل ذلك أثار استغرابي أن هناك شوارع رئيسية

تمر من تحت مدرج الطائرات، إنها امتداد لطرق أخرى في الجهة الثانية للمطار ..

فالمطار لم يعرقل المدينة بل كان جزءً منها، وبالنظر إلى مطار الملك عبدالعرير بجدة

فإنه يعرقل المسارات والطرق في جدة الساحلية بالمملكة العربية السعودية ..

.

.

ليسَ مهماً الخوضُ في ما يحدثُ في موطني .. الأهم أن أواصلَ روايتي لما شاهدته

.

.

نزلنا المطار واستقبلونا رجال الجمارك بالترحاب كانوا يدركون أننا سيّاح لذلك عاملونا بلطف بالغ

عقب ذلك تناولت مع صديقي المبتعث لدراسة الدكتوراة في جامعة مانشستر العشاء في مطعم

برجركينج، ثم استقلينا قطار من دورين وليس كما نشاهده في بريطانيا قطار من دور واحد

وجلست إلى جواري إمرأة في الثلاثينيات وسألتني عن محطة القطار القادمة فهززتُ رأسي

وقلت لها إنني سائحٌ مثلك وأحتاج إلى من يرشدني .. ابتسمت ثم سألتني من أين؟

فقلت لها من السعودية، وسألتها نفس السؤال فقالت من أستراليا  ..

.

.

سألتُ الأخت النصرانية القادمة من إستراليا عن سبب رحلتها إلى أمستردام ..!

فجاوبتني بابتسامة جذلى: إنني قادمة للاستماع بالمارجوانا والحشيش

فابتسمت لها وقلت: أوقات سعيدة سيدتي ..

.

.

طبعاً الحشيش والمراجوانا مسموح بيعها في محلات أمستردام بشكل قانوني وأسعار

الجرام تتراوح بين العشرين والثلاثين يورور تقريبا (١٥٠) ريال سعودي، وتباعُ

في محلات خاصة بها تسمى (Coffee shop)  وليس لها من بيع القهوة نصيب

ولكن أجبرتها الحكومة على بيع المشروبات إلى جانب الحشيش وغيره، وتتميز لوحات

المحلات تلك بأن عليها علامة شجرة شكلها قريب إلى النخلة ..

.

.

وصلنا لمحطة (Central Station) بتذكرة قيمتها ٤ يورور (٢٠) ريال سعودي واستغرقت

من المطار لهذه المحطة حوالي ٢٥ دقيقة، وتوجهنا بالتاكسي من محطة القطار إلى الفندق ..

.

.

في أثناء طريقنا إلى الفندق شاهدت أمستردام تبدو فوضوية ليست كنظام المدن

البريطانية وتبدو قديمة وتنتشر بها آلاف السياكل (الدراجات الهوائية) وبحسب إحصاءات

مجلس مدينة أمستردام فالمدينة تحتوي على أكثر من (٦٠٠.٠٠٠) ستمائة ألف دراجة هوائية

.

.

المدينة ممتلئة وحتى الثمالة من هذه الدراجات في كل ركن وزاوية وطريق دراجات

ودراجات مثل الدراجات التي يستخدمها ( بعض اخوتنا من الهند وباكستان) الكبيرة في السعودية

التي تبدو رسمية في نظرنا كسعوديين، وبدا أهلها بأنهم ودودون للغاية .

.

.

أثناء ركوبنا في التاكسي  كان يسير سائقه بطريقة متهورة وشعرتُ بداخلي بالحرية فجأة

فأنا في بريطانيا وخلال سنة كاملة كنت أمضي في التاكسي بنظام شديد ومعقد

بيد أن السائقون هنا متهورون لكن يعرفون طريقهم جيداً، ودار حوار سريع بيني وبين السائق

وسألته من أين؟ فقال إن أصوله تعود للمغرب لكنه مولود ويعيش بهولندا ولا يعرف يتحدث العربية

فقلت له هذا رزقك وبلدك فامض بارك الله في  حياتك ..!

.

.

وصلنا الفندق واستقبلنا رجل في آواخر الأربعينات تبدو عليه الكآبة يضع نظارته على طرف أنفهِ

واستقبلنا بود جميل كأنه يطرد كآبته إلى وجوهنا لم أكترث لسبب أن فندقنا يطل على

قناة مائية ولذلك فكآبته سأغسلها بالنظر إلى هذه القناة، كان مؤدباً وهو يبلغنا بكافة الإرشادات

استلمنا مفاتيح الغرفة واتجهنا لها.

.

.

وبداخل الغرفة كانت المفاجأة والتي سأرويها لاحقاً ..!

.

.

حسن النجراني

أمستردام

٢.٣٣ صباحاً ..

الأحد ١٥ ذي الحجة ١٤٣٤هـ

هولندا

لا يوجد ردود

إلى أمستردام – هولندا .. رقائق غُربة

أكتوبر
18

image

إنها الساعة ٥.٠٨ م بتوقيت مانشستر الأجمل من كل شيء

ولحظات صامتة بجوار صديقي أحمد خيمي المبتعث

لدراسة الدكتوراه في جامعة مانشستر …

لحظات استرجعت فيها اتصاله الأجمل وبحثه عني في غياهب

الجب في مدينة يورك البائسة، وانساب صوته عبر الهاتف

معلنا عن مفاجأة جميلة وهي صحبته إلى امستردام عاصمة هولندا

تلك المدينة الآسرة للروح ولحظات هانئة أحلم بقضاء أوقات جميلة بها.

.

.

قبل ذلك:

عند ١٠.٣٤ من صباح الجمعة ١٨ اكتوبر ٢٠١٣م والذي يوافق

١٣ ذي الحجة ١٤٣٤هـ لم استفق إلا والكلبة ديزي تفتح الباب

وتقفز إلى سريري فما كان مني إلا أن ركلتها بقدمي طالبا

منها الطلاق وان تكون بعيدة عني فعلاقتي بالكلاب غير جيدة

على الإطلاق.

وعلى عجل جمعت ممتلكاتي ولحقت بقطار عشيقتي مانشستر

ووصلت عند ١.٤٣ ظهرا، وذهبت مشيا على الأقدام للقاء صديقي

وتناولنا فطور المبتعثين وهو عبارة عن وجبة في منتصف الوجبتين

بين الفطور والغداء وتسمى بحسب اختصار أهل الحجاز (فطغد)

يعني فطور وغداء مرة واحدة وهذا حال المبتعثين في ظل مكافأة غير متكافأة.

.

.

عقبها اتجهنا لمنزل صديقي وجمعنا حاجياتنا وانطلقنا للمطار قاصدين اللذيذة

أمستردام حيث تغفو أحلام العشاق .. عشاق الجمال.

.

.

وسأواصل رواية تفاصيل رحلتي عبر هذه التدوينة

انها قصص غُربة ..

.

.

ودمتم

مطار مانشستر .. مبنى رقم ١

٥.١٨ مساء الجمعة

لا يوجد ردود

تشرقينَ بداخلي فجر جديد ..!

أكتوبر
16


 تشرقين في داخلي فجر جديد
واشرق بين يديك فهل من مزيد؟
سيدتي والحب فيك أنشودة وترديد
سيدتي وانتي عناوين موطني الكبير
سيدتي وانتي تضاهين القمر الفريد
اقف بين عينيك منتظراً لحنك السعيد
.
.
ترددت بين أحرفي، وقلبك لا يريد
واحفيت قدمي في شواطئ قلبك
وتقولين أنكِ  تمرضين من جديد
وكيف تمرضين وانتي الحب الاكيد
وكيف تهلكين وانتي القلب العتيد
وكيف ترحلين وانتي السلطان المجيد
يا سيدتي انتي كفاكِ أيها الحب البهيج
.
.
قدمت إليك أنشد وداً
ومن يأتيك يأسره قلبك العنيد
احبك وليتني كنت بجوار قلبك
اجاور روحك منذ أمد بعيد
لكن قدري أن آتيك
أن ابقى بين أهدابك وطرفك التليد
احبك وحبك ليس عنوان
بل هو عناوين حياتي وقلبي التليد ..!

لا يوجد ردود