٦٠٠ ألف سيكل .. في أمستردام ..!

أكتوبر
20

استكمالاً لحديثي عن سفري إلى المدينة الرائعة أمستردام بهولندا

خلال الفترة من الجمعة ١٣ ذي الحجة ١٤٣٤هـ إلى الاثنين ١٦ ذي الحجة ١٤٣٤هـ

واليوم هو السبت ١٤ ذي الحجة .. أواصل الحديث:

وصلتُ لمطار أمستردام الدولي بهولندا الغريب من نوعه فالمسافرون والقادمون في نفس المبنى

ولم يمر علي مطار بمثل هذه الكيفية، قبل ذلك أثار استغرابي أن هناك شوارع رئيسية

تمر من تحت مدرج الطائرات، إنها امتداد لطرق أخرى في الجهة الثانية للمطار ..

فالمطار لم يعرقل المدينة بل كان جزءً منها، وبالنظر إلى مطار الملك عبدالعرير بجدة

فإنه يعرقل المسارات والطرق في جدة الساحلية بالمملكة العربية السعودية ..

.

.

ليسَ مهماً الخوضُ في ما يحدثُ في موطني .. الأهم أن أواصلَ روايتي لما شاهدته

.

.

نزلنا المطار واستقبلونا رجال الجمارك بالترحاب كانوا يدركون أننا سيّاح لذلك عاملونا بلطف بالغ

عقب ذلك تناولت مع صديقي المبتعث لدراسة الدكتوراة في جامعة مانشستر العشاء في مطعم

برجركينج، ثم استقلينا قطار من دورين وليس كما نشاهده في بريطانيا قطار من دور واحد

وجلست إلى جواري إمرأة في الثلاثينيات وسألتني عن محطة القطار القادمة فهززتُ رأسي

وقلت لها إنني سائحٌ مثلك وأحتاج إلى من يرشدني .. ابتسمت ثم سألتني من أين؟

فقلت لها من السعودية، وسألتها نفس السؤال فقالت من أستراليا  ..

.

.

سألتُ الأخت النصرانية القادمة من إستراليا عن سبب رحلتها إلى أمستردام ..!

فجاوبتني بابتسامة جذلى: إنني قادمة للاستماع بالمارجوانا والحشيش

فابتسمت لها وقلت: أوقات سعيدة سيدتي ..

.

.

طبعاً الحشيش والمراجوانا مسموح بيعها في محلات أمستردام بشكل قانوني وأسعار

الجرام تتراوح بين العشرين والثلاثين يورور تقريبا (١٥٠) ريال سعودي، وتباعُ

في محلات خاصة بها تسمى (Coffee shop)  وليس لها من بيع القهوة نصيب

ولكن أجبرتها الحكومة على بيع المشروبات إلى جانب الحشيش وغيره، وتتميز لوحات

المحلات تلك بأن عليها علامة شجرة شكلها قريب إلى النخلة ..

.

.

وصلنا لمحطة (Central Station) بتذكرة قيمتها ٤ يورور (٢٠) ريال سعودي واستغرقت

من المطار لهذه المحطة حوالي ٢٥ دقيقة، وتوجهنا بالتاكسي من محطة القطار إلى الفندق ..

.

.

في أثناء طريقنا إلى الفندق شاهدت أمستردام تبدو فوضوية ليست كنظام المدن

البريطانية وتبدو قديمة وتنتشر بها آلاف السياكل (الدراجات الهوائية) وبحسب إحصاءات

مجلس مدينة أمستردام فالمدينة تحتوي على أكثر من (٦٠٠.٠٠٠) ستمائة ألف دراجة هوائية

.

.

المدينة ممتلئة وحتى الثمالة من هذه الدراجات في كل ركن وزاوية وطريق دراجات

ودراجات مثل الدراجات التي يستخدمها ( بعض اخوتنا من الهند وباكستان) الكبيرة في السعودية

التي تبدو رسمية في نظرنا كسعوديين، وبدا أهلها بأنهم ودودون للغاية .

.

.

أثناء ركوبنا في التاكسي  كان يسير سائقه بطريقة متهورة وشعرتُ بداخلي بالحرية فجأة

فأنا في بريطانيا وخلال سنة كاملة كنت أمضي في التاكسي بنظام شديد ومعقد

بيد أن السائقون هنا متهورون لكن يعرفون طريقهم جيداً، ودار حوار سريع بيني وبين السائق

وسألته من أين؟ فقال إن أصوله تعود للمغرب لكنه مولود ويعيش بهولندا ولا يعرف يتحدث العربية

فقلت له هذا رزقك وبلدك فامض بارك الله في  حياتك ..!

.

.

وصلنا الفندق واستقبلنا رجل في آواخر الأربعينات تبدو عليه الكآبة يضع نظارته على طرف أنفهِ

واستقبلنا بود جميل كأنه يطرد كآبته إلى وجوهنا لم أكترث لسبب أن فندقنا يطل على

قناة مائية ولذلك فكآبته سأغسلها بالنظر إلى هذه القناة، كان مؤدباً وهو يبلغنا بكافة الإرشادات

استلمنا مفاتيح الغرفة واتجهنا لها.

.

.

وبداخل الغرفة كانت المفاجأة والتي سأرويها لاحقاً ..!

.

.

حسن النجراني

أمستردام

٢.٣٣ صباحاً ..

الأحد ١٥ ذي الحجة ١٤٣٤هـ

هولندا

لا يوجد ردود

أضف رد