إيش دخّل أمي ..!

أكتوبر
13

أما قبل:

” لو انشغل كل انسان بخطيئته .. لتطور المجتمع واتحد الصف ”

صديقي العزيز .. الإبن الجميل جداً (عُدي):

.

.

أدركُ تماماً أن حديثي ربما يكون كبيراً على عقليتك

لكنّي مؤمن بأن ما سأتلوه عليك قد يستوعبه عقلك فيما بعد

لذلك لا تشغل نفسك بما وراء السطر كثيراً

إن الانشغال بما وراء السطور متروك للمحللين ..!

وأنت لست بمحلل يا سيدي ..

.

.

تعلم يا صغيري :

أن ما يضيع عمل الواحد ووقته هو انشغاله بالآخرين ومتابعتهم

بل إنه في عام ٢٠١٣م وفي خضم ثورة وسائل الاتصال الاجتماعي مثل برنامج الفيس بوك وتويتر

أصبح البعض يعرض كل صغيرة وكبيرة عن شخصيته وأصبح مكشوفاً لدى الاخرين

مما يوقعه في حرج ولا يفعل ذلك إلا فاقد النجاح والعزيمة والإصرار

فالناجح لا يعرض كل صغيرة وكبيرة خاصة فيما يتعلق بشخصيته ومشاكله العائلية

لذا في مطلع هذا الحديث عليك أن تتعلم جملة حجازية هي (إيش دخّل أمي ..!)

.

.

إن جملة (إيش دخّل أمي ..!) تقال من الشخص الذي لا يحبذ الخوض في الآخرين

ولا في مشاكلهم ولا فيما يخصهم ولذلك فإن الشخص الذي يتبع هذه القاعدة

ينجو من الولوج في خصوصيات الآخرين ويبتعد عن قدحهم وغيبتهم والمشي بالنميمة.

ولذلك عليك أن تردد عندما يسألك شخص ما عن قضية مهما كانت صغيرة أو كبيرة

أن تقول (إيش دخّل أمي ..!) ..!

.

.

ولكن هناك حالات يجب عليك الحديث حولها وهي ما يتعلق بخصوصيتك وتخصصك العلمي

ومعرفتك العامة والذي حديثك عنها سيشري المستمع ويجعله يقدر ما تقوله

ولكن إياك والحديث إلى شخص لديه قناعة معينه فالحديث إلى أصحاب القناعات انتحار

ومضيعة للوقت ومهلكة للروح، ولكن حادث من يستوعب حديثك ويناقشه

وشاركهم في الأمر واسمع لهم واستمع إليهم .

.

.

إن كثيراً من المواضيع هي مضيعة للوقت ومغضبة للرب  وخاصة فيما يتعلق بالآخرين

لذلك ابتعد عن التصريح عندما لا يكون صوتك مسموعا من الجميع

ولا تخض في حديث لا تؤمن به ولا ترجو منه نفعاً ولا استماعاً

وكن كالطاووس عندما تتحدث وفكر أثناء حديثك واجعل كل كلمة في محلها

.

.

فإن رأيت من المستمع نكوثاً فلا تستمر في حديثك وقل له استغفر الله لي ولك

واصمت فإن حديثك مهلك كما أسلفت، لذلك عليك تغيير دفة الحديث من خلال

الحديث عن بعض المواضيع التي تهم المجتمع إلا المواضيع الشائكة فلا تتحدث

عنها وانجو بجلدك مثلما نحن فيه اليوم يا صديقي مثل الحديث حول قيادة المرأة

فالنقاش احتدم بين الفئات وكثير استخدموا الدين في هذه الحرب الضروس

لكنني واثق أن أمر قيادة المرأة للسيارة قد تم حله لذا فالحديث في مثل هذه المواضيع مضيعة للوقت

لاسيما وأن الأمر يعود إلى الحاكم، وسأحدثك عن هذا الموضوع بشكل موسع

مستقبلاً.

فالحكام هم الحكام عبر الأزمان .. تتبدل الوجوه والأفكار واحدة ..

.

.

أخيراً ..

كرر جملة (إيش دخّل أمي ..!) كلما رأيت من نفسك جنوحاً للحديث حول مواضيع لا تتعلق بك

وعليك بنفسك وطورها فغداً ستكون ناجحاً إن فعلت ..

وستجد غربة لكن عليك الصبر

فغربة ناجحة خير من وطن ومواطنة فاشلة ..

 

.

.

يورك أوائل أكتوبر 2013

 

لا يوجد ردود

أضف رد