إنجليز يصفقون في قطار ..!

أكتوبر
12

أما قبل:

تعاطينا مع قضايانا  يكشف مدى  عقليتنا ..!

 .

.

في هذا الصباح الجميل وعلى قطار (Grand Central) المتجه من يورك إلى مدينة لندن

كان كل شيء على ما يرام وتحرك القطار في وقته في حوالي (٨.١٩) صباحاً

وفي محطة (Potters Bar)  فقدت جميع القطارات الإشارة

مما جعلها تتوقف في حوالي (١٠.١٠) صباحاً أي قبل وصولنا للندن بـحوالي (٢٥) دقيقة

وبدأ الجميع في التململ جراء التوقف الطويل والذي يعد فعلاً طويل في القاموس الإنجليزي

فهم ملتزمون بالمواعيد أيما التزام وبالتالي  فإن التأخير مسألة صعبة بالنسبة لهم

.

.

ما الذي حدث؟

تحدث قائد القطار عن المشكلة موضحاً بالتفصيل ما الذي يحدث  على أرض الميدان

وأخبرنا بأن فريق من المهندسين يعاين المشكلة وسيجري حلها سريعاً

وفي حوالي (١١.١٨) صباحاً تحرك القطارات واحداً تلو الآخر  بعد تلقيها إشارة  متوسطة

ولكن عليها بحسب قوانين القطارات أن تتحرك ببطء لحين الانتهاء من الإصلاحات

وفعلاً بدأ القطار يتحرك رويداً رويداً

وأردد بداخلي لهذا القطار شعر إبن أم كلثوم؟

متى كنا لأمك مستعبدينا ..!

 

.

.

أثناء التوقف تململ البعض فاستقل  بعضهم الباصات التي تم توفيرها في المحطة بشكل سريع

وتم الاتصال على مجموعة من سيارات الأجرة لتوصيل المسافرين من لديهم مواعيد

رحلات جوية بمطارات لندن وغيرها ، فيما بقي البعض الاخر في القطار وحتى ساعة التحرك

.

.

تحرك القطار فصفق الإنجليز فرحين وصفقت معهم بدون  وعي

وتذكرت على الفور عندما تحدث مشاكل التأخير في موطني

وخاصة أثناء الرحلات الجوية فإنك لن تجد المعلومة الدقيقة

ولن تجد من يعتذر إليك عن هذا التأخير

أضف لذلك فإن البعض يتذمر لهذا التأخير وحتى عندما تود الطائرة الإقلاع

فإنه يستمر في التململ حتى يصل لمرحلة الشتم واللعن

.

.

إن شركاتنا فاقدة لدور العلاقات العامة وتقوم على جمع أكبر قدر من المال   بغض النظر

عما تقدمه من خدمات تليق بالمبالغ المقدمة التي تنهبها من جيب المواطن

إن دور العلاقات العامة في مثل هذه الأزمات جميل أبالإضافة إلى دور المسؤولين

عن الرحلات الجوية والذين سيكونون عاملاً مهماً في حالة مشاركتهم في

شرح المشاكل للمسافرين بدلاً من التعامل مع المسافر كأنه سيسافر على حسابهم الخاص..!

.

.

لذلك يجب تفعيل دور العلاقات العامة في شرح المشاكل وسرعة إيجاد الحلول

مما يرفع من مصداقية الشركات ويعود عليها بالنفع والفائدة

بدلاً من محاولة حجب الحقيقة وضياع أوقات المنتفعين من خدماتها

.

.

وإلى أن نصبح مثل العام الأول

أراكم في نعمة وعافية

 

.

.

حسن النجراني

وسط أكتوبر

٢٠١٣

لندن

 

لا يوجد ردود

أضف رد