أبرز ١٧ اختلافاً بين الإعلام التقليدي والجديد

يونيو
23

مقدمة:

الصراع بين الإعلام التقليدي والرقمي أو “الجديد” صراع بيزنطي” لا ينتهى، وهو فلسفي سرمدي، ومن يقود كبره في بعض الأحيان  هم مجموعات أو أفراد من خارج التخصص أو المقتحمين للمهنة، أو ممن كانوا مهمشين إبان سيطرة الإعلام التقليدي على مفاصل الخبر والرأي والمعلومة.

 

لذا في هذه المدونة سألقي الضوء على أهم ١٧ فرقاً بين الإعلام التقليدي والإعلام الرقمي، أو الجديد كما يسموه معارضو الإعلام التقليدي.

 

الاختلاف بين  الإعلام القديم والجديد

 

أولا:

  • الإعلام القديم: غير متصل بالانترنت
  • الجديد: متصل بالانترنت

 

 

 

ثانيا:

  • الإعلام التقليدي: يستهدف مجموعة واسعة من الجمهور غالبا.
  •  الإعلام الرقمى: يمكنه استهداف شرائح محددة، سواء على مستوى المجتمعات أو التخصصات وما إلى ذلك.

 

 

 ثالثا:

  • الإعلام التقليدي: ليست لديه المرونة أو التطور للوصول لشرائح مستهدفة من الجمهور
  • الإعلام الرقمي: يستطيع أن يوجه رسائله بدقة عاليه ويتكيف مع المتغيرات.

 

رابعا:

  • الإعلام التقليدي: يوجه الرسالة للجميع بلا استثناء
  • الإعلام الرقمي: يجه الرسالة بحسب رغبة جمهور المنصة.

 

خامسا:

  • الإعلام التقليدي، امتداده محلي وجمهوره محدد.
  • الإعلام الرقمي. عالمي وليس له حدود ويصل للجمهور الذي يتشارك المنصة التي ينشر عليها المحتوى.

 

 

سادسا:

  • الإعلام التقليدي: تكلفة النشر والإعلان باهضة
  • الإعلام الرقمي: تكلفة النشر مجانية، وتكون باهضة بحسب المنصة والجمهور المحدد.

 

سابعا:

  • الإعلام التقليدي: ترسل فقط للملتقي وتعتبر جامدة.
  • الإعلام الرقمي: هناك استقبال وإرسال، ويمنح المتلقي فرصة التفاعل الآنية.

 

 

ثامنا:

  • الإعلام التقليدي: محدود التشارك
  • الإعلام الرقمي: يوفر مناخا للتشارك، ويمنحك فرصة بناء منصتك وجمهورك

 

 

تاسعا:

  • الإعلام التقليدي: يفضل بعض الناس الإعلام التقليدي
  • الإعلام الرقمي: يحظى بحضور كاسح ولا يمكن تجاهل استخدام الناس لهواتفهم وأجهزتهم المحمولة طوال اليوم.

 

 

عاشراً:

  • الإعلام التقليدي: بطء في تتبع النتائج.
  • الإعلام الرقمي: يمكن تتبع نتائج الحملات الرقمية بضغطة زر، من خلال أي قناة، وأيضا معرفة مدى فاعلية وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى الإعلان عبر الإنترنت.

 

 

الحادي عشر:

  • الإعلام التقليدي: يصعب التعديل في الإعلان مثل التلفزيون واللوحات الإعلانية.
  • الإعلام الرقمي: يمكن تغيير الإعلان بسهولة وفي أي وقت.

 

 الثاني عشر:

  • الإعلام التقليدي: يحتاج لكادر ويصعب التنقل به
  • الإعلام الرقمي: سهل الاستخدام ويسهل التنقل به

 

الثالث عشر:

  • الإعلام التقليدي: يصعب بناء الثقة مع العميل، فهو يتلقى رسائل فقط.
  • الإعلام الرقمي: بناء الثقة سهلة بسبب التفاعل بين المرسل والمستقبل.

 

الرابع عشر:

  • الإعلام التقليدي: يصعب حمله
  • الإعلام الرقمي: يمكن التنقل به.

 

الخامس عشر:

  • الإعلام التقليدي: نتائج الحملات الإعلامية تتأخر
  • الإعلام الرقمي: نتائج الحملات الإعلامية آنية وفورية

 

 

السادس عشر:

  • الإعلام التقليدي: بطء في التفاعل
  • الإعلام الرقمي: يمكن للجمهور رؤيته والتفاعل معه والمشاركة والإعجاب

 

السابع عشر:

  • الإعلام التقليدي: صعوبة في استخدام المحتوى المتنوع:
  • الإعلام الرقمي: سهولة استخدام مجموعة واسعة من المحتوى.

 

 

تمت

 

 

 

 

لا يوجد ردود

7 خطوات لكتابة تغريدة احترافية في تويتر.

أبريل
22

مقدمة:

برز تويتر كقوة في عالم وسائل التواصل الاجتماعي لتقديم الأفكار والرؤى وبناء العلامات التجارية، واستخدم على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

 

لماذا استخدم تويتر؟

يعتبر تويتر منصة لنشر الأخبار العاجلة والأفكار والتحاور، وكذلك نشر مقاطع الفيديو والصور والبث المباشر، وهو مصمم تقريبا لمستخدمي الهواتف المحمولة، وتشير بعض الدراسات إلى أنه يتم نشر ٥٠٠ مليون تغريدة كل يوم.

 

ما هي التعديلات على محدودية النشر ١٤٠ حرف؟

مع صعود تويتر، واجه بعض المغردين مشكلة في محدودية النشر بـ ١٤٠ حرف، لذا بادرت شركة تويتر بإدخال بعض التعديلات مثل زيادة الحروف إلى ٢٨٠ حرف، كما توقفت عن احتساب اسم المستخدم ضمن الحروف، ومرفقات الوسائط مثل الصور والفيديوهات، وكذا زر إعادة التغريد وغيرها.

 

هنا 7 قواعد لكتابة محتوى فاعل يزيد من عدد إعادة التغريد والمشاركة والتفضيل:

 

١- اكتب تغريدة جاذبة:

اكتب تغريدة مباشرة ومتخصصة ودقيقة وواضحة، تلامس موضوعاً آنيا ومهما للجماهير، ولا تضع أكثر من فكرة في التغريدة، ولا يجب عليك أن تُفهم جمهورك كل ما تريد قوله.

 

٢- استخدم الروابط:

إذا كنت تغرد بشكل منفرد، أو تعمل في شركة أو لديك موقع، وليس لديك المساحة لإيصال الفكرة فيمكنك استخدام الروابط، غالبا الروابط تجذب فضول المتابعين لقراءة تغريدتك، لذا، إذا كانت الروابط طويلة وتفضل الحفاظ على الحروف المتاحة، فيمكنك استخدام موقع  https://bitly.com حيث يساهم هذا الموقع في تقصير الروابط لتتناسب مع منصة تويتر.

 

٣- المشاركة في الوسوم (الهاشتاقات):

شارك في الهاشتاقات التي تظهر في (الترند) وضمنها تغريداتك، فكثير من المغردين سيصلون لحسابك عبر هذه الهاشتاقات، ولو كتبت محتوى ملائم لهذه الهاشتاقات ستزيد فرصك في إعادة التغريد والتفضيل والتعليق.

 

٤- أضف صورة في تغريدتك:

تشير أغلب الدراسات إلى إن إضافة الصور أو الفيديوهات أو GIF في التغريدات سيساهم في زيادة فاعلية تغريدتك بنسبة ٣٥٪ وجذب انتباه المتابعين.

 

٥- تحدث مع الناس لا عليهم:

هذه إحدى المشكلات الكبرى في صناعة المحتوى الملائم لتويتر، وهو أهمية تعلم فن التحدث مع الناس بشكل ودي وجذبهم والحفاظ على نبرة هادئة للتغريدة، وتذكر أن حشود تويتر لن تقابلها سوى في العالم الافتراضي، لذا عاملهم كأصدقاء وأقارب لتكون قادراً على صناعة تغريدة هادئة.

إحدى الفنون، هو أن تكتب التغريدة كأنك تكتبها لصديق، من خلال التركيز على تعزيز الأفكار وتطوير الموضوعات والنظر من زوايا مختلفة، ورغم أن هذه فكرة بسيطة لكن لها تأثير كبير على مدى فاعلية محتواك في تويتر وجذب متابعين جدد.

 

٦- أضف حس الدعابة إلى تغريداتك:

الحس الفكاهي أداة قوية في جذب المتابعين وإعادة التغريد والتفضيل والتعليق، وهي عملية رائعة لجذبهم، ولكن اكتب الفكاهة بطريقة احترافية دون الإضرار بصورتك أو صورة مؤسستك.

 

٧- قم بوسم (هشقتة) الكلمات الأكثر شيوعا:

أغلب المغردين يصل لكثير من التغريدات عبر (هشتقة) الكلمات، مثلا أتكلم عن موضوع له علاقة بـ (المملكة العربية السعودية) علي ألا أكتب (المملكة) فقط، بل استخدم كلمة (السعودية) وأضيف الهاشتاق فتصبح (#السعودية) باعتبار كلمة السعودية أكثر تداولاً من كلمة المملكة في تويتر.

مثال آخر، عندما تتكلم عن نشاط ما، فعليك وضع وسمه (هاشتاقه)، مثلا بدلا من كتابة ( فايروس كورونا)، عليك إضافة الهاشتاق ( #فيروس_كورونا ).

 

 

ختاما:

هذه نصائح بسيطة لأي مستجد في عالم تويتر، أو مغرد يريد أن يتحول للاحترافية في استخدام المنصة، لا سيما وأن تويتر يصنع حضورا  مميزا للمغرد وربما فرصا وظيفية أو تجارية جيدة، بالإضافة لتوسيع شبكة العلاقات.

 

لا يوجد ردود

السلطة الرابعة.. والوزير الرابع

مارس
01

الكاتب: طارق الحميد

المصدر: صحيفة عكاظ

https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2012852

 

تعيين الدكتور ماجد القصبي وزيراً مكلفاً لوزارة الإعلام، كوزير رابع، في هذا العهد الميمون، يعني أن إعلامنا في أزمة. وأول أزمة لدينا هي أن الإعلام السعودي أخفق في أن يكون أجنحة رؤية 2030. هل أبالغ؟

الحكم بيننا ما قاله الوزير الدكتور ماجد القصبي، وقبل تكليفه بالمنصب، وذلك بمنتدى الإعلام السعودي الأول، مطلع ديسمبر الماضي، حيث قال: «المفروض أن نضع رؤية إعلامية، أين سيكون إعلامنا السعودي في 2030.. وكيف نرتقي بصناعة الإعلام؛ لأن الإعلام صناعة وفن، وكيف نسوق قصتنا الإعلامية داخلياً وخارجياً». مضيفاً: «اعتبروني جزءاً من الفريق الإعلامي».

وقبل يومين نقلت وكالة الأنباء السعودية أنه «خلال أول يومي عمل بعد تكليفه وزيراً للإعلام، وعقده اجتماعين مع قيادات وزارة الإعلام ورؤساء الهيئات التابعة لها، استغرق الأول ساعتين، واستغرق الثاني ست ساعات، حيث استمع القصبي فيها إلى مهام وأعمال قطاعات الوزارة والهيئات التابعة لها (هيئة الإذاعة والتلفزيون) و(هيئة الإعلام المرئي والمسموع)، و(وكالة الأنباء السعودية)، صارح الوزير المكلف الدكتور ماجد القصبي، قيادات وزارة الإعلام ورؤساء الهيئات التابعة لها، بأن «الأداء غير مرضٍ تماماً، وأنه لا يواكب تطلعات المواطن ونهضة الوطن ومكتسباته».

هذا يعني أن ليس لدى إعلامنا رؤية تواكب رؤية 2030، وهو ما يؤكد ما قلته أعلاه أن إعلامنا في أزمة لأنه كان من المفترض أن يكون إعلامنا بمثابة أجنحة رؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والمسوق لها، وصوت الرأي العام لتقويم ما يجب تقويمه، خصوصاً أن صانع القرار ببلادنا لا يتوانى عن التقييم، والتقويم، وحتى التغيير على مستوى القيادات عند الحاجة، وهذا أمر محمود لأننا نسابق الزمن.

وعليه فإن إعلامنا في أزمة. وأول أزمة سنعاني منها في الأعوام الخمسة القادمة هي أزمة القيادات الإعلامية. كم عدد مؤسساتنا الإعلامية، بأنواعها، وكم عدد النجوم الصاعدين المتوقع أن يتبوأوا هذه المؤسسات، والإعلام السعودي كان سباقاً بصناعة النجوم منذ أكثر من ثلاثين عاماً؟

لدينا أزمة بمستقبل المؤسسات الصحافية، وليس بسبب انحسار الإعلانات التجارية وحسب، بل وبسبب فوضى عدم صرامة تطبيق قوانين الملكية الفكرية حيث بات من السهل سرقة، وإعادة بث، ونشر المحتوى الإعلامي، حيث بمقدور أي أحد إطلاق موقع إخباري وسرقة محتوى المؤسسات، وإعادة نشره، قص ولصق، دون أعباء مالية تذكر! أضف إليها أن الفكر الخلاق تجمد لدى كثر من مؤسساتنا، وليس هناك مبادرات للبقاء.

والأدهى أن بعض الجهات باتت تدفع لمشاهير وسائل التواصل الاجتماعية دون حسيب أو رقيب، وبذلك تجير الأموال «لمشاهير»، وليس متخصصين خاضعين لأنظمة وقوانين، مما يؤدي إلى إغلاق مؤسسات، وبالتالي «خراب» بيوت، وتدمير للطبقة الوسطى، مما يقود لأزمات أخرى، ومنها أزمة من هو الصحافي؟ حيث باتت الصحافة، وكما أردد من 15 عاماً، مهنة من لا مهنة له!

الأسبوع الماضي، مثلاً، نشرت «عكاظ» خبراً يكشف عمق الأزمة حول منح هيئة الإعلام المرئي والمسموع البطاقات المهنية لصحفيين وإعلاميين دون تثبّت من المرجع، هيئة الصحفيين، بما يخالف قرار مجلس الوزراء الذي ينص على «قصر الممارسة الصحفية على الصحفيين المعتمدين لدى الهيئة»، وهو ما يعني التساهل بمنح البطاقات الإعلامية حتى لمشاهير التواصل، وغيرهم، ممن لم يتأهلوا، أو يتدرجوا، في العمل الصحافي، وبعضهم لم يمارس حتى المهنة.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، حول «المشاهير»، وفلتة الإعلانات التجارية، فلا بد أن يعاد النظر في الوضع الإعلاني، ويصار إلى ضبط وكالته، أو وكالاته بالداخل، ولذلك دواعٍ سياسية، واقتصادية، وحتى اجتماعية.

والأمر لا يقف عند هذا الحد، بل لدينا أزمة أيضاً بإيصال رسالتنا، فهل يعقل أن نخسر فرصة إيصال رسالتنا لملايين البشر يومياً قبل بث حي على الهواء لكل صلاة تنقل من قناتنا الرسمية، وبعد الصلاة؟ هل يعقل أن نخسر فرصة إرسال رسالتنا لملايين البشر يومياً في طريق السفر براً من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، والعكس، دون محطات «إف. إم» بلغات مختلفة؟ لماذا ليس لدينا، مثلا، «إذاعة الهجرة» على «إف. إم» بأربع أو خمس لغات؟ وهل لدينا «تطبيق» للقرآن الكريم خاص بأئمة الحرمين، أو تطبيق خاص لقنوات القرآن والسنة، ومجاناً منا للمسلمين حول العالم؟

هل يعقل أن ليس لدينا محطة «إف. إم» إخبارية داخلية تقدم مناقشات تخدم رؤية 2030، والتحول الذي يعيشه بلدنا؟ هل يعقل أن ليس لدينا محطة «إف. إم» تصل لأوروبا، وأمريكا، عبر الإنترنت في السيارات، وهو أمر متاح، تنقل فنوننا وأخبارنا؟ هل يعقل أن ليس في قنواتنا نجوم، ولا برامج تستضيف نجوماً، وتعيد الاحترام لمفهوم المؤثرين؟ هل يعقل أن نترك الرأي العام لإعلام خارجي، وشائعات وسائل التواصل؟ هل يعقل أن ليس في محطاتنا الرسمية برامج تستحق تنظيم جدول يومنا؟ أين وقت الذروة التلفزيوني؟ إنه موجود بكل العالم، ماذا عنا؟

الأمر الآخر، إعلامنا كان، وطوال ثلاثة عقود مضت، مصنع صناعة أصدقاء السعودية، فهل هو كذلك اليوم؟ الإجابة لا! ولذا فهل يعقل أن يترك إعلامنا للشللية تنخر به؟ أين تنافس مؤسساتنا الإعلامية، صحفاً، وتلفازاً، بالمحتوى، والصحافيين، والقيادات السعودية؟

هل يعقل أن ليس لدينا توثيق لتصريحات مسؤولينا؟ ولا تسريب معلومات لصحفنا، ومحطاتنا؟ هل يعقل أن تعمل محطاتنا 24 ساعة دون أخبار خاصة بالمجمل؟ أين دور النشر لتأليف الكتب التي تهم رؤية بلادنا، وهويتنا؟ أين أفلام الوثائقيات الخاصة بنا؟ أين مكتبة التلفزيون السعودي الغنية، وهي جزء من ذاكرتنا؟

هل يعقل أن هذا حال محطاتنا الرياضية، وبلادنا بلاد النجوم الرياضية؟ أين مسرح التلفزيون؟ أين الاهتمام بتراثنا الغني المتنوع؟ أين الأغاني الوطنية التي كنا نشتهر بها؟ أين الصحيفة الإلكترونية المؤثرة؟ أين الصحيفة الإنجليزية، عبر الإنترنت، بوابة العالم لبلادنا، وهذا عمل سهل لو ولي لأهله وفق رؤية؟ أين الدراما السعودية؟ أين الكوميديا؟ هل طاش ما طاش كان عملاً لا يتكرر؟

كتبت هذا لأن الصحافة، وهي أساس الإعلام، السلطة الرابعة، ونحن أمام الوزير الرابع، وكلنا أمل.

لا يوجد ردود

إصلاح الإعلام.. تساؤلات ومخاوف ومآلات

مارس
01

الكاتب: عبدالسلام فاروق
المصدر: Bit.ly/2TvnCy6
“الإعلام العربي يواجه تهديدا وجوديا لا بتغير طبيعة صناعة المحتوى وتقديمه وتلقيه، بل بحكم التنافسية العالمية.”

الإعلام الغربي يشهد اليوم تغيراً نوعياً هائلاً لا نكاد نستشعره أو نهتم به.

عشرات الكتب والإصدارات والتقارير والأبحاث تتحدث عن مآلات الإعلام في ظل التحولات الهائلة في مدارات الحوكمة والتواصل والتقنية وأذواق الجماهير التي تتغير الآن كل ساعة لا كل عام!

تساؤلات ومخاوف حول مدى تأثير ثقافة الإنترنت والفضائيات على استقرار سوق الصحافة المقروءة والإعلام الورقي. تساؤلات تتهامس في قلق: هل يودع العالم عصر المطبوعات باهظة التكلفة ليستقبل عصر المرئيات والتقنيات والمكتبات الرقمية شبه المجانية؟ والجواب يتأرجح بين طرفي نقيض، أحدهما شديد التفاؤل بأن التطور لن يلغي القديم وأن الكتاب والجريدة باقيان. والآخر يؤكد أن الموجة كاسحة ولا مفر من الانقياد مع تيار التقدم التقني الجارف أو البقاء في عتمة الجب حتى الفناء الحتمي أو الانقراض!

لديهم إحصائيات مقلقة تدعوهم لمثل هذا التساؤل، منها أن جمهور الصحافة المقروءة في أميركا يتناقص باستمرار وباطراد مخيف، ففي حين كانت نسبة قراء الصحف تبلغ 78% من الشعب الأميركي في عام 1970، تقلصت النسبة إلى 40% في عام 1994، ثم إلى 34% في عام 2006. وما زالت تتناقص لدرجة أن بعض الصحف الكبرى في أميركا وأوروبا أوقفت إصداراتها المطبوعة عديمة الجدوى اقتصادياً مكتفيةً بالإصدار الإليكتروني الأفضل من حيث الانتشار والعوائد!

في بلادنا لدينا تساؤلات مختلفة واهتمامات أخرى، ولا نعترف بأن هناك أزمة مقبلة لا في إعلامنا ولا في صحافتنا المقروءة. كل شيء تمام ومستقر والأمور تسير نحو الأفضل. هكذا ننجح في تجاوز الأزمة بإنكار وجودها!

هل هناك أزمة إعلام؟

ليست لدينا أزمة واحدة، بل أزمات. وهي ليست أزمة حديثة بل تراكمية حدثت عبر عدة عقود! إذ أن ما يجري في أروقة المطبخ الإعلامي يختلف كثيراً عما يبدو ظاهراً على سطح الأخبار اليومية وبرامج التوك شو التي تعطي إيحاءً كاذباً بأن الإعلام العربي بخير ويسير بخطى ثابتة في الطريق الصحيح، رغم أن الواقع يشير إلى العكس تماماً. فلا الإعلام بخير ولا هو يسير نحو التعافي والتطور بل إلى طريق مسدود.

الساحة تعج بعشرات الصحف والمجلات والفضائيات دون مردود أو مغزى، مجرد صداع وطنين بلا طحين، وتدوير لأفكار مستهلكة وقديمة ولا جديد على الساحة رغم الإمكانيات الهائلة المتاحة، ورغم ملايين الجنيهات والدولارات والريالات الملقاة هنا وهناك بلا عائد حقيقي.

ليس الحديث هنا عن فساد مالي وإداري ثبت من خلال وقائع سابقة أنه موجود ومتغلغل في الكيان الإعلامي، ولا عن التحزبات وصراعات المصالح وراء الكواليس، وهي أمور منتشرة ومدمرة وموروثات متراكمة على مدى عقود مضت وربما يأتي اليوم الذي نتخلص فيه من تلك الآفات على يد الأجهزة الرقابية والتشريعية والتنفيذية. لكن الأهم أن نبحث فيما يستطاع تغييره داخل المنظومة الإعلامية من رجالها أنفسهم.. مثل التزام المهنية والحيادية ومواكبة التطور وتدريب الكوادر وتدعيم الكيان الإعلامي بالإمكانيات وتطعيمه بالعقول والكفاءات. كلها أشياء من الممكن تداركها لإصلاح ما يمكن إصلاحه في المنظومة الإعلامية المأزومة بشرط أن نعترف أولاً بوجود المشكلة حتى يتسنى لنا التفكير في الحلول.

ما الضرر؟ وما الضرورة؟

وراء الكواليس ثمة محاولات إصلاح تحدث على مستوى المؤسسات الإعلامية والصحفية الخاصة والحكومية في شكل إقالات لبعض الموظفين الكبار، أو بإعادة هيكلة المؤسسات الصحفية وتسريح العمالة الزائدة لترشيد النفقات، أو بغلق بعض النوافذ الصحفية كالمجلات والصحف قليلة التوزيع أو بعمليات البيع أو الدمج أو الشراكة كما حدث مؤخراً مع عدد من المؤسسات الإعلامية.

كلها لا تعدو كونها عمليات ترقيع أو رتق لعيوب إدارية أو اقتصادية أو فنية، بينما الوسط الإعلامي بأسره يعاني، ولا تصلح عمليات الترقيع لإحداث التعافي.

أصحاب المصالح يقولون: لا ضرورة لتطوير منظومة الإعلام، بينما الضرورة ترقى إلى حد صراعات البقاء والوجود. والكسالى يقولون: لا ضرر من الاستمرار على نفس النمط التقليدي القديم، بينما الصدأ والتآكل يكاد يقضي على منظومة الإعلام الرافضة لأي تغيير حقيقي يضعها على الخريطة العالمية.

أين نحن من الخريطة التنافسية؟

هناك فجوة ضخمة بين معايير النجاح، أو ما نعتبره نجاحاً، في وسطنا الإعلامي الإقليمي، وبين معايير التفوق والتنافس العالمي.. فجوة لا تزال تتسع باستمرار ما دمنا نفضل التسطيح والإثارة على الكفاءة والمهنية.

إعلامنا يخسر باستمرار، يخسر جمهوره وبالتالي أرباحه.. وسيظل نزيف الخسائر متواصلاً مع الإصرار على التمسك بمعايير النجاح المغلوطة.

ولكي نجيب بصدق وصراحة عن موقعنا من التنافسية الإعلامية العالمية، دعنا نجيب أولاً عن موقعنا من الحيادية والنزاهة وقوة التأثير وسعة الانتشار والقدرة على خلق التفاعل والجماهيرية وتشكيل الوعي الجمعي.

ماذا عن تدريب الكوادر وتطوير الملكات والإمكانيات لمواكبة الطفرات التقنية الهائلة لدي الإعلام الغربي؟ هل لدينا تصور لمستقبل الإعلام أو منهج أو رؤية استراتيجية أو حتى ميثاق شرف يلتزم به الإعلاميون طواعيةً أو قسراً؟

إننا نسير عكس التيار عندما نغلق مواقع صحفية إليكترونية لا لشيء إلا لعجزنا عن مسايرة واستغلال هذا المورد الإعلامي الحيوي. بينما يتجه العالم كله إلى الإعلام الإليكتروني والميديا الرقمية!

معضلة الصحافة الرقمية

استحوذ الإعلام الرقمي البديل على اهتمام قطاعات واسعة من المتابعين من مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية، رغم افتقاره إلى المصداقية والتوثيق واعتماده على الشائعات والإثارة الزائفة. والسبب أنه نوع رخيص من الإعلام قليل الكلفة لمستخدميه، كما يتميز بالمرونة وتجدد المضمون وجاذبية الشكل. فالخبر الواحد قد يتجدد على مدار الساعة بأكثر من شكل وطريقة، مصحوباً بالصور ومقاطع الفيديو، لهذا يحظى الإعلام الرقمي بجمهور عريض يفوق الصحافة المطبوعة بكثير.

ورغم تلك المزايا لم تتمكن أكثر المؤسسات الصحفية من استغلال النوافذ الإلكترونية لتحقيق عوائد ومكاسب مجزية. فرغم أن الصحافة الإلكترونية هي المفضلة لدى الجمهور بسبب مزاياها، إلا أنها تُعدّ الأسوأ لدى المؤسسات الصحفية بسبب عيوبها الكثيرة: فالصحيفة الإلكترونية تتطلب توظيف كوادر صحفية وفنية من المتخصصين يعملون على مدار الساعة، ما يعني أنها عالية التكلفة، خاصةً وأنها تحتاج للتحديث الدائم بالخدمات والتطبيقات والبرامج، كما تحتاج للتسويق والمتابعة اليومية لتحقيق الانتشار، وهي أمور لا تتوافر للكثير من الصحف. مما يضطرها للاكتفاء بالصحيفة الورقية، أو بموقع إخباري شبه مجاني لا يحتوي على أية تطبيقات أو تحديثات أو موضوعات متجددة. موقع بلا قيمة ولا عوائد، لمجرد التواجد فقط!

الجماهيرية طبقاً لتصنيف “أكابولكو”

الجمهور هو القوة الحقيقية في عالم الإعلام.

فالمحطة الفضائية الأفضل هي التي تحظي بأعلى نسب مشاهدة ومتابعة، والصحيفة الأولى هي صاحبة التوزيع الأكبر، والخبر الأهم لدى المواقع الإلكترونية هو الأكثر تداولاً وقراءة ومشاركة وإعجاب. اللعبة الإعلامية كلها تعتمد على الناس ومدى تفاعلهم وتأثرهم بالوجبة الإعلامية المقدمة لهم.

يفرق قاموس ويبستر بين ثلاثة مفاهيم مختلفة للجمهور: الجمهور كحشد أو كهدف أو كوسيط. وتستهدف وسائل الإعلام المفاهيم الثلاثة جميعها، فهي تهتم بالرقم العام للمتابعين، أي بالحشد. وتهتم بتوسيع رقعة المتابعة، أي باستهداف هذا الحشد. وتهتم ثالثاً وأخيراً بالجمهور كوسيط دعائي وناقل للخبر والمعلومة الصحفية والإعلامية، وهو ما يسهم بشكل غير مباشر في زيادة نسبة المتابعات.

والتصنيف العام للجمهور يتخذ أكثر من شكل: فهناك تصنيف طبقاً للفئة العمرية أو تبعاً للشريحة الاجتماعية أو للنوع أو للعرق أو للانتماءات الفكرية أو المذهبية. ويتحدد التصنيف تبعاً للاتجاهات التي تتبناها المؤسسة الإعلامية. إلا أن هناك دراسات حديثة لجأت لاستقصاء أثر الوجبة الإعلامية أو الصحفية اليومية في خلق حالة من الاهتمام الشعبي الجمعي، سواء بالأخبار المهمة أو بالقضايا الحيوية. بدأت هذه الدراسات في أواخر الستينيات بما يُدعَي “نظرية ترتيب الأجندة”، أو دراسة “شابل هيل”، وهو المكان الذي أجريت فيه الدراسة بولاية شمال كارولينا. وانتهت الدراسة إلى توضيح مدى قدرة الإعلام على ترتيب أجندة أولويات القضايا لدى الجمهور من خلال لعبة الضوء والظل، حيث تستأثر قضايا بعينها على الاهتمام الإعلامي، ويتضح أنها هي نفسها القضايا التي تحظى باهتمام الجمهور! حتى لو كانت غير منسجمة ولا متوافقة مع الواقع!

التصنيف الأحدث لتلك العلاقة بين الإعلام والجماهيرية يُدعَى تصنيف “أكابولكو” والذي اعتمد على نتائج أكثر من 400 دراسة عن ديناميكيات أولويات الأجندة الإعلامية وتوصل إلى اختزال العلاقة في أربعة مقاييس رئيسية تُعدّ بمثابة أدلة إرشادية لبوصلة الأخبار والقضايا الجماهيرية؛ لإبراز كيفية التمحور حول السبق الصحفي أو الخبطة الإعلامية أو القضية القومية لاستغلالها إعلامياً بالشكل الأمثل.

الاهتمام بمثل تلك الدراسات يعطينا تصوراً حول الإعلام كصناعة احترافية ذات تأثير عميق وممتد، لا كمهنة تقليدية روتينية عديمة الثمرة.

مقامات التأثير والفاعلية

تتفاوت قدرة الوجبة الإعلامية المقدمة التأثيرية بين مجرد الإخبار الفردي= بالمعلومة إلى مقام تشكيل الوعي المجتمعي. كما يتفاوت تأثر المتابعين بالمادة الإعلامية بين عدة درجات تبدأ بالتفكير المجرد، وتتدرج إلى الجدل والنقاش، ثم إلى التفاعل والتواصل، وتنتهي إلى خلق حالة من الإحساس الذاتي والمجتمعي بالمسئولية تجاه القضية الإعلامية المطروحة إلى حد تناقلها والتعديل عليها ونشرها بما يحول الجمهور نفسه إلى إعلام بديل.

هناك آليات محددة لخلق حالات التأثر بالمادة الإعلامية كالتكرار والتكثيف والإبهار وحسن العرض والفكاهة، وما يبقَى في ذهن المتابع بعد عرض المادة هو الذي يبرهن على مدى تأثره بتلك المادة. ما يبقَى في الذاكرة، أو ما يتسلل إلى اللاوعي، أو ما يتمكن من تعديل الوعي والسلوك.

تلك الحالة الأخيرة هي أعلى درجات التأثير الإعلامي التي يتحول فيها الإعلام إلى مصدر تنويري ومعرفي. وهي لا تحدث إلا في ظل مادة تتمتع بالمصداقية والنزاهة والعمق وقوة التأثير.

ألوان وأشكال

هناك ثلاثة نماذج رئيسية من الإعلام: إعلام السوق.. والإعلام الدعائي.. وإعلام الحقائق. النموذج الأول – إعلام السوق- هو النوع الذي يتخذ من ذوق الجمهور بوصلة يتحرك على هداها. لا يعبأ إلا بالأرباح كمحرك رئيسي للمادة الإعلامية المقدمة. لهذا لن يجد مانعاً من اختراق وتجاوز كل معايير المهنية والحياد والأخلاق من أجل تحقيق هدفه الأوحد وهو المال. هذا النوع من الإعلام الشعبوي الرخيص باهت الأثر، وغير قادر على الوصول إلى العالمية لأنه يتخلى عن معايير الإعلام المتفق عليها في سبيل تحقيق غايته الرخيصة.

نموذج آخر هو الإعلام الدعائي، أو الإعلام الموجَّه المؤدلج.. وهو نوع من الإعلام المتوحد الذي يدور في فلك التحزب والتعصب والتمحور حول فكرة أو تيار، ويظل يخدم تلك الفكرة ويدعو لها دون الاكتراث للتعددية الطبيعية والاختلاف الغريزي في طبائع البشر وأفكارهم. يظل تأثير هذا النوع من الإعلام محدوداً بالمعتنقين لأفكاره دون غيرهم. وقدرته على اختراق الحدود للوصول إلى العالمية معدومة، بل قدرته على التنافسية الإقليمية والمحلية ضعيفة وقاصرة.

النوع الثالث والأخير هو إعلام الحقائق أو إعلام الرسالة والمبدأ. وهو نوع من الإعلام المحايد المتحرر المستقل، لا يخدم فكرة بعينها ولا ذوقاً محددا، بل يستهدف تقديم الحقيقة البسيطة المجردة دون تزييف أو إضافة أو تحوير. وهو النوع الوحيد القادر على اختراق الحدود، بل واختراق الزمن والوصول إلى أوسع جمهور ممكن في الحاضر والمستقبل. وتندرج تحت هذا الصنف من الإعلام عدة أشكال أخرى فرعية: كالإعلام الوثائقي، والإعلام التأريخي، والإعلام التفاعلي.

ماذا يحدث لو..؟

دعنا نتخيل هذا السيناريو.

الإعلام العربي بصورته الحالية، فضائياته وصحافته، برامج التوك شو المعتادة.

هذا الإعلام بكل ما فيه بات عالمي الانتشار، وباتت موضوعاته السطحية ومضامينه التافهة التقليدية هي بضاعته التي يقدمها يومياً للمشاهدين في كل مكان بالعالم، فكيف سيفكر العالَم نحونا وعنا؟

ولنتخيل الصورة بشكل معكوس.

الإعلام الغربي وقد انتقل بكل آلياته وإمكاناته وكوادره إلى أروقة مؤسساتنا الإعلامية. وتم استبدال كل الإعلام القديم بالفكر الجديد، واستبدال كل الوجوه الإعلامية المشهورة ذات الأجور الخرافية بوجوه إعلامية أخرى أكثر كفاءة وأقل أجراً. فكيف ستكون صورة الإعلام؟ وهل سيظل المحتوى الإعلامي سطحياً كما كان؟

 

لا يوجد ردود

كل شيء كان غريباً ..!

يناير
24

كل شيء كان غريباً

الوداع الأخير

الزفرة الاخيرة

والأبجورة الغريقة

والشهقة الأخيرة من الذكريات

.

.

كان على كل شيء أن ينتهي

أن يتضاءل ويختفي

كان على المشاعر

أن تضطرب

أن تذهب وتنتظر

أن تذوب وتحتضر

وكان عليها أن تغرق

في الفراق الأخير

.

.

كان على الوداع الغريب

أن يقف في ناصية الصمت

ليمضي في ذهول الانسياق

بالتمام والمكان المنسدلين

.

.

لا دموع ولا حضور

لا رفض ولا قبول

لا اشمئزاز ولا استحسان

إنّه الانصراف العجيب

.

.

في اللحظة الغريبة

والمكان البعيد

في الزمن المنقطع

والضياع الأخير

كان على كل شيء أن يعود غريباً ..!

.

.

حسن النجراني

مدريد ٢٤-١-٢٠٢٠

لا يوجد ردود