هل الدراسة في بريطانيا أفضل من أمريكا؟

يونيو
29

منذ قدومي إلى بريطانيا عام ٢٠١٢م ولدي سؤال يتكرر هل الأفضل أن أدرس في بريطانيا أم في أمريكا

وقرأت مقالات عديدة بالعربية والإنجليزية، ووجدتها تستند إلى الدارس نفسه ومرجعيته الثقافية،

فلكل بلد فلسفته التعليمية والثقافية.

وتعاظم السؤال أثناء دراستي في بريطانيا حتى أتيحت لدي فرصة الانطلاق

في دراسة الماجستير في الصحافة الدولية والإلكترونية في شهر أكتوبر ٢٠١٤م،

في جامعة سالفورد البريطانية.

 .

.

قبل البدء في الدراسة الأكاديمية في سالفورد، سألت الكثير من المبتعثين عن أفضل حل لاجتياز

هذه المرحلة وخرجت بنصيحتين هما: لا تشارك بكثرة فإن المشرفين سيركزون عليك، وإذا كنت السعودي

الوحيد في المجموعة فربما ستكون الضحية.

قبل ذلك كنت آليت على نفسي قديماً ألا آخذ نصيحة من مبتعث فأغلبهم يتحدث من تجربته

ويريد إسقاط تجربته عليك، وبالتالي فإن النصيحتين أعلاه قد اتخذت قراراً بالمشي عكسهما

وهو أن أشارك في المحاضرات، ومن حسن حظي أنني كنت السعودي الوحيد بين ثمانية طلاب أجانب،

بالفعل شاركت كثيرا وكنت متفاعلاً واجتزت الفصل الدراسي الأول بدرجة امتياز وتلقيت خطاب شكر

من الملحقية الثقافية بالسفارة السعودية في لندن.

هنا نأتي للسؤال المهم، هل الدراسة في بريطانيا أفضل من أمريكا؟

ما سأورده هو عصارة قراءة في العديد من المقالات بالإضافة لتجربة شخصية طبقتها

وساعدتني في الاستفادة جيدا من دراستي في بريطانيا:

أولاً: الدراسة في بريطانيا مفيدة بالنسبة لك إذا كان لديك خبرة واسعة في مجالك

الذي ترغب دراسته، ولن أكتفي بقول مفيدة، بل بالعكس ستدعمك للحصول على نتائج أفضل.

لقد استخدمت في دراستي في الصحافة الدولية والإلكترونية تجربتي في صحيفة عكاظ السعودية

وكذلك تأسيس وإدارة صحيفة صوت المدينة الإلكترونية www.9dmd.com, وكذلك حساباتي

في التواصل الاجتماعي مثل تويتر والفيس بوك والانستغرام، وكذلك أدوات تلك التطبيقات

وكيف ساهمت في نجاح عملي، وهذه التجربة تجانست مع مفردات الدراسة الأكاديمية

وبذلك فإن بريطانيا مفيدة إذا كانت لديك خبرة عملية .

ثانيا: إذا لم تكن لديك خبرة في مجال تخصصك الذي ترغب دراسته فمن الأفضل أن

تذهب إلى أمريكا أو أستراليا أو كندا، قد تجتاز المواد وتحصل على الدرجة في بريطانيا

لكنك لن تستفيد الاستفادة الكاملة من الدراسة.

ثالثاً: طريقة التعليم في بريطانيا في جميع المراحل تقوم على التعليم الذاتي،

إذا كنت محبا للقراءة وشغوفاً بها، فبريطانيا حل أمثل ورائع وستجد الفائدة كاملة.

إن تصميم النظام التعليمي مثلا في أمريكا يقوم على التلقين، بينما  في بريطانيا يقوم على التعلم الذاتي

والرغبة في المكوث في المكتبات لفترة طويلة وكذلك تتبع الجديد في عالم تخصصك.

رابعاً: الأستاذ الجامعي في بريطانيا، يتوقع منك عند إلقاء الأسئلة، أنك تريد معرفة شيء جديد،

لذلك فإن تركيبة الأسئلة لدى أغلب الطلاب السعوديين هو السؤال الاستعراضي، أي يريد أن يرى

المشرف أنه فاهم المادة والمعلومة بشكل جيد، هذا يوقعك في مشكلة مع المشرف وبالتالي

قد يؤثر على مسيرتك الأكاديمية.

ماذا تعمل؟ نعود للعنصر الثالث وهو القراءة والتعلم الذاتي، تعطيك أفقاً  أرحب في اختيار السؤال وعرضه

ففرق بين أن تقدم سؤالاً استعراضياً، وأن تقدم سؤالاً للحصول على المعلومة، لذلك إذا كنت من هواة

القراءة والتقصي فإن النظام التعليمي في بريطانيا يساعدك في الحصول على أجوبة للكثير من الأسئلة.

خامساً: نظام التسويف مشكلة كبرى في بلدنا، وهو أحد أبرز المشاكل التي تواجه بعض الدراسين في بريطانيا،

إذا كنت تفكر في التسويف وهو جزء من تركيبتك فهذا قد لا يساعدك في الجامعات البريطانية.

إن نظام الأبحاث مجهد ومضني، والنظام التعليمي في بريطانيا يتوقع منك الاجتهاد وقدرتك على

تحمل ضغوط الأبحاث وكتابتها وتسليمها في وقتها المحدد، ولذلك فإن القراءة المبكرة وتنظيم الوقت

سيساعدك على التكيف في بريطانيا وتجاوز الدراسة الأكاديمية والإبداع فيها.

سادساً: القدرة على التحمل، يعد واحداً من أبرز المشكلات التي تواجه ثقافتنا، فنظراً لأن الكثير

يعانون من عدم القدرة على التحمل والمسؤولية، فإن نظام التعليم البريطاني يتوقع منك أن تتحمل الضغط

وأن تكون قادراً على الإبداع تحت هذا الشرط، وفي ثقافتنا قد يتأفف المرء من وقوفه في طابور

فكيف بتحمل دراسة أكاديمية مرهقة.

 سابعاً: ليس هناك من يسأل عنك، في النظام التعليمي البريطاني ليس هناك من يسأل عنك

بعكس النظام الأمريكي، فالمشرف يتوقع أنك بالغ وعاقل وتعي جيداً موقفك الأكاديمي، لذا ينتظر

منك التواصل المتكرر والبحث عن الإجابة والاستفسار، وإذا كنت شخص غير مسؤول فإن

بريطانيا ليست المسار الأنسب لدراستك الأكاديمية.

هذه مجرد مدونة سريعة فيها خلاصة تجربة ولدي الكثير لأقوله لكن توقفت على المهم

ولعلي في تدوينة قادمة أن أعرض الكثير والمفيد.

حسن النجراني

مانشستر

29 يونيو 2015م

بريطانيا

لا يوجد ردود

أضف رد