التعصب الرياضي وعلاقته بالعنف على المدى المتوسط

مارس
13

كثير من الدول المتقدمة كرويا تعي  مخاطر التعصب الرياضي على الأجيال القادمة

وتتابع بحذر تلك الآثار السلبية نتيجة شحن الجماهير سواء بالقول أو بالفعل

وتسعى لأن تكون رياضتها تنمي الأدوار المجتمعية وأن تكون مكانا للتنافس الشريف

دون الذهاب بعيداً في هذا الموضوع، فللرياضة آثار صحية واجتماعية واقتصادية

وغيرها على المدى القريب والمتوسط والبعيد .

ومن يشاهد الدوري السعودي  يرى كمية الاحتقان الهائلة لا يعلم كثيرون حقيقة تأثيرها

على المدى المتوسط فهي تحمل كثيراً من الآثار التي قد تكون مدمرة وستصبح

فعلا كارثية مالم يتم تداركها مبكراً، فكما نسمع ونشاهد خلال هذ الأيام

من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج الرياضية في القنوات

للشحن الرياضي ضد بعضنا البعض، حيث أصبح كل جماهير فريق جاهزة

للنيل من الجماهير المقابلة على وسائل التواصل الاجتماعي بالتحديد،

ويغذي هذه الفكرة إعلاميون كبار في المجال الرياضي للأسف.

حاليا غالبية الناس ترى أنها مجرد تحديات ومنافسات لا تتعدى هذه البرامج

لكن الملاحظ  للوضع يرى أن الآثار السلبية ستظهر خلال المدى المتوسط من ٥- ١٥ سنة

وسنشاهد كيف يصبح الموضوع خارج السيطرة وستكون له أبعاد اجتماعية وأمنية

خطيرة قد تؤثر على سلامة المجتمع.

في الماضي قد يكون من السهل السيطرة على التيارات الرياضية من خلال

التحكم في القنوات التلفزيونية لكن اليوم تلعب وسائل التواصل دورا كبيرا

في الشحن النفسي، وبالتالي فالسيطرة ستحتاج لحملات توعية ضخمة

قد نحد من آثارها لو بدأنا من اليوم في سن تشريعات تحمي الجيل الحالي

والجيل المستقبلي من هذه التبعات المقلقة.

لقد عرضت قناة BBC مؤخراً تقريراً عن تصاعد التعصب الرياضي داخل بريطانيا

فقد ارتفعت نسبة التعصب إلى درجات أعلى فقد ارتفعت أرقام الحوادث

الرياضية من ١١٤ حادثة في ٢٠٠٧ إلى ٢٢١ حالة في خلال الموسم الماضي

كما تواصل الشرطة البريطانية جهودها فخلال سبتمبر الماضي منعت ٣٢١١ مشجعا

من دخول الملاعب الرياضية بينهم ٢٩٠ مراهقاً لسنوات عدة بسبب الشغب

أعداد الممنوعين من دخول الملاعب البريطانية وأرقامهم

.

.

ختاماً ..

التعصب الرياضي قد نتعاطى معه بقليل من المرح، لكننا لا نعي أخطاره

وأبعاده المستقبلية على الأمة والشعب، وبالتالي لا بد أن تتحرك المنظومات

داخل المملكة للحد من أخطاره واستباق المشكلات التي قد تنتج عن هذا التعصب

.

.

حسن النجراني

مانشستر

١٠.٠٨ م

الخميس

١٢ مارس ٢٠١٥

لا يوجد ردود

أضف رد