المُؤلفونَ السعوديونَ الجُدد ..!

يوليو
26

قَبل البدءِ:
” الكِتابةُ رسالةٌ .. فاخلِصْ في رِسالتِك جيداً ”

لوحظَ في الآونةِ الأخيرةِ صعودُ نجومِ بعضِ الكُتّابِ الشبابِ والشّاباتِ

وتهافُتهمْ على دورِ النَّشْرِ لنَشْرِ كُتُبِهِمْ والتي في غَالِبها لا تعدو كونَها
خواطرُ شخصيةٍ أكثرُ منْ كونِها إبحارٌ في عالمِ الحياةِ الواسعِ
بلْ إنّ بعضَهمْ جعلَ الكتابةَ وجاهةٌ وحوَّلَ كشكولَ مغامراتِهِ إلى كِتابٍ

فيكتُبُ وكأنّ الدّنيا قد شيّبَتْ رأسَهُ وهو لم يقرأ بعدُ كُتابَ المُستظرِفِ

أو البدايَةُ والنّهايةُ لإبنِ كثيرٍ أو لم يقرأ في الأدبِ العالمي إلا ما تُرْجِمَ
منْ قِصَصٍ ورواياتٍ، بلْ إنَّ لُغتهُ العربيةُ لولا تدقيقُ من وراءَهُ لانكشفَ

فِكرَهُ وعمقُ رُؤيتهِ وتحليلَهُ للأحداثِ، بل لا يعرِفُ من الحياةِ إلا ما يبثُّهُ التِلفازُ.

 

ولذلِكَ يسألُ الكثيرُ مِنَ الشّبابِ والشّاباتِ عن كيفيةِ الانطلاقِ في عالمِ التّأليفِ

وتجِدُهُ يسألُ عنِ الأرباحِ الذي سيجْنيها وهوَ لم يكتبْ بعدُ ولمْ يُنشرْ لهُ كِتاب.
إنَّ الإعلامي والكاتِبَ/ عبدالله المغلوث يقول ” قبلَ أنْ تسآلَ عنِ الأرباحِ

طوِّرْ مهارَتَكَ في الكتابَةِ والجودَةِ لتكونَ كاتِباً ناجِحاً” ويقولُ عضوِ النّادي
الأدبي في المَدينةِ المنورَةِ عيدُ الحُجيلي ” إقرأ عشراتِ المرّاتِ قبلَ أنْ تكتُبْ”

ولأجلِ الكِتابةِ والمشارَكَةِ في عجلَةِ التأليفِ يجبُ على الكاتِب أن يقرأَ كثيراً
في الأدبِ الجاهلي، والأدبِ الإسلامي، ويقرأَ الشِعْرَ وفي حقولَ العلمِ المُختَلِفَةِ
فكلَّما قرأَ الكاتِبَ كُلّما كانت لديهِ قدرَةٌ أقوى على التأليفِ والتْأثيرِ على القارئ.
كما يَجِبُ على الكاتِبِ أنْ يتَعلّمَ مهارةَ استخدامِ اللغةِ والكلماتِ فهناكَ
كلماتٌ لا تَصلُحُ أن تُكتَبَ في غيرِ مَوضِعِها، وهذا ما يقودُ إلى أهميةِ
اللغةِ النظيفَةِ لدى الكَاتبِ لتَجْزُلَ ألفاظُهُ ويسلَمَ تعبيرُهُ وتَحْسُنَ أفكارُهُ.

إنَّ الكاتِبَ يتميزُ عن أقرانِهِ إذا استطاعَ رَبُطُ الأفكارِ، والقِصَصِ والحِكمِ
ربطاً جيداً واهْتَمَ بجودةِ الحَبْكَةِ مما يَجعلُ القارئَ مُنجَذباً إليهِ ولا يشعرُ بتَشتُّتِ الأفكارِ أثناءَ القِراءَةِ.

 

وليعلَمَ الكاتبَ الطَّموحَ أنَّ التأليفَ كُلّما اعتمَدَ على الخِبْرةِ واستحضارِ

التَّجرُبةَ الشخصيةِ وتَجارُبِ الآخرينَ كُلّما أصبَحَ تأليفَهُ في غايةِ الجمالِ

وحازَ على إعجابِ القُرّاءِ وتهافتتْ عليهِ دورُ النَّشرِ.

لذلك/ وصيتي إلى كُلِّ مُؤلفٍ لا تَبحثْ عنِ المالِ أثناء النَّشرِ، فالمالُ يأتي طواعيَةً
ابحثْ عن المُتعَةِ في التَّأليفِ واستمتِع بهِ حينها سيأتيكَ المالُ والشهرةُ.

 

بقلم/ حسن النجراني – مانشستر

٢٦ يوليو ٢٠١٣

١٧ رمضان ١٤٣٤هـ

 

لا يوجد ردود

أضف رد