وكــبــرتَ ســيــدي ..!

يوليو
26

كَبرتَ سيدي
وأصبح يشارُ إليك بالبنانِ
كبرتَ سيدي
وما عدت تراني سيد الأمانِ
كبرت سيدي
وأنشدت بعيدا عذوبة الألحانِ
كبرت سيدي
وصرت ساعدا يهدّ الوجدانِ
.
.
سيدي/
عودا لذي بدءٍ
عوداً في مرتعِ الولدانِ
طفلاً حملتك 
من المهد أداعبك التوهان
كنت تقول همهاتٌ
فأحيلها قصصا للركبان
وترنو باسما
فأحيل رنوك قداسا للرهبان
.
.
سيدي/
كبرت تبحثُ عن حديقةٍ
عن ملهى مع طفلٍ الجيران
فكنتُ صديقك العظيم
نتأرجح بأحلامِ الزمانِ
تقول/
ذاك طفل أغاظني
وذاك ما أريده الآن..
فأركضُ خلف ذاكَ بُعدا
وأمنحك قُبلة الأمان
.
.
 كبرت سيدي/
حدائقك شاخت
وأزهارك ما عادت تطرب الولهانِ
ووردك الذابلُ
غاب ساقيهِ وغاب البستان
وأبواب الحديقة
أتعرفها؟
ما أظنك تعرف
حتى سيدة كلمات الأنغام
أتذكر؟
عندما كتبتَ أول تاريخٍ
وغادرت الحديقة والمكان..
.
.
كبرتَ سيدي/
وكبرتَ
وكبرتَ أيضاً
تلهو في ملاهِ الشبابِ
في سنك الريعان
وملأت قرابك
ونافست الغلمان
ومكثت ردحا طويلا
تتأرجح بين الطفولة والشبّان
فإن عذّبوك أتيتني
وإن أفرحوك قبّلتهم بالأحضان
وإن عايروك أبكيتني
وإن ضحكوا لك قاسيت الحرمان
.
.
وكبرت سيدي/
 
وشدّ عظمك
وقوي شوك
وبدا صدرك
وتفتق عضلك
 
وشاب شعري
ورق عظمي
وتقوّس ظهري
وضعف نظري
 
كثر جلّاسك
وحضر كبرياؤك
وارتفعت سماؤك
وارتقت مساءاتك
 
وجلست أنا وحدي
أحضن دفتر أمسي
أقلب ذكرياتي
أمنياتي وعذاباتي
 
.
.
وكبرت سيدي/
وأتيتني ناعما
وتمر أمامي كالولهان
قصة أناجيك
وبكاء يهز الأغصان
أتيتني ضاحكا
تلملم ذكريات المكان
ثم أمليت قرارك
وبيانُ الوجع والوجدان
.
.
وكبرتَ سيدي/
وبحثت عنّي
وألحيت في
الوصل والصلبان
وأقمت بداري
لتمنحني صك حرمان
.
.
وكبرتَ سيدي/
وفصّلت قرارك
كـ ثوب تلبسه
للفرح والرهان
وقلت قولا عظيما
وعلقت في صدري
نياشين الرمح والسنان
.
.
وكبرتَ سيدي/
عظيما قالوا
حتى طغيتَ الألم
ومزّقت الشريان
عظيما قالوا
فأسرعت الخطى
وحطمت الأحلام
.
.
كبرت سيدي
وتركت لي خيط دخان
كبرت سيدي
وهيّجت دمعٌ ورَجفان
 
ورحلت سيدي
كبيرا
وحضنت صورة
وبرواز وصوت ألوان
.
.
٢٦ يوليو ٢٠١٤
٢٨ رمضان ١٤٣٥
مانشستر 
بريطانيا
 

لا يوجد ردود

أضف رد