تسرب نجوم اليوتيوب .. وبريق السلطة المحرّمة

مارس
01

في هذا اليوم العظيم الجمعة ٢٨ فبراير ٢٠١٤، ومن مدينة يورك
الغافية في  السهل شمال لندن (ساعتان) اكتب مقالاً عن تسرب 
نجوم اليوتيوب من مواقع عرفهم الجمهور من خلالها:
 
فأقول وبالله التوفيق:
قبل أيام أعلنَ نجم صاحي/ هادي الشيباني الرحيل عن البرنامج
بعد عامين متتالين من الإبداع ولم يفصح عن وجهته المقبلة
وقد سبقه رحيل عدد من النجوم إلى عدد من القنوات التلفزيونية
ولعلي اعطي مثال بسيط لرحيل الكوميدي محمد بازيد إلى قناة روتانا
خليجية في برنامجه النشرة الـ …
.
.
هذا الرحيل أجده عادياً لأشخاص دخلوا صدفة لعالم اليوتيوب 
ومن الذين تهيئة لهم فرصة الظهور والصعود 
بغض النظر عن الهدف من ذلك، وهذا أمر طبيعي في وطننا العظيم
وليس له علاقة بالخطوط الملونة أو حتى الحمراء، ولذا عندما حانت
فرصة للظهور في البرامج التلفزيونية رحلوا لأن لها بريقاً، ويقرّبهم أيضا
من بريق السلطة المحرّمة، التي لولا اليوتيوب لما وصلوا إليها.
.
.
ٌٌإن قضية رحيل أشخاص من برامج مشهورة يعد أمرا إيجابيا
فهو أمر رائع ويعطي الشباب الصاعد فرصة للظهور، في ظل خروج
عدد من المشاهير من ساحة اليوتيوب وهي أشبه بدورة تجديدية
لكن لأن مجتمعنا متعود على استدامة الأشخاص يرى أنها ظاهرة
غير صحية وتعد بإفلاس الساحة في عالم اليوتيوب وهذا غير صحيح .
.
.
جميل جداً بعد تجربة سنتين أو ثلاثة أن ترحل لجهة أخرى وتكتشف نفسك في مكان آخر
، ولكن من المفترض ألا يبتعد المحترف عن هويته وهوايته الحقيقية،
فمثلا  يجب على هادي الشيباني وغيره من المبدعين
أن يؤسسوا برامج أخرى في عالم اليوتيوب لا سيما
وأن اليوتيوب لهم متابعيه  لكن تظل له سلبية كبرى وهي محدودية
العلاقة مع علية القوم وكبار الشخصيات وبالأدق مع الحكومة، وهذا ما يجعل
الكثير يتجه إلى العمل في التلفزيون أو الإذاعة لضمان الوصول لهذه الشخصيات
والبقاء تحت الأضواء وبالتالي الحصول على الامتيازات التي لا يمكن الحصول
عليها في عالم اليوتيوب.
.
.
الإيمان بالقضية إحدى النقاط الرئيسية في تشكيل هوية الأشخاص
لذلك غياب المتخصصين في الكثير من الحقول يجعل كثير من المقدمين
فقط يستخدم تلك المنصات فقط للحصول على أهدافه الشخصية
والرحيل من تلك الأماكن ومستقبلا يختفي تماما من الساحة، وذلك أمر
مشاهد في العديد من الأماكن ولعلي اطرح مثالا من خلال ظهور العديد
من الصحفيين بشكل بارز لمدة سنتين أو ثلاثة ثم يختفي وعندما تبحث
عن الاسباب تجده قد تشبّع أو وصل لهدفه ومبتغاه، وهذا أمر محزن.
.
.
نحن مجتمع نحتاج لإعادة صياغة العمل الاحترافي والإيمان بقضية العمل
والاستمرارية، وإعادة رسم الشخصية بما يتوافق مع الأعمال المراد
الانخراط فيها، وإذا وصلنا للشخصية الاحترافية سنجد متخصصين في 
العديد من المجالات، فالتخصص لا يمكن أن يتم مالم يتخصص الأفراد
في العلوم المختلفة تخصصا يجعلهم قادرين على تحليل الرؤى
واستشراف المستقبل.
.
.
أخيراً ..
ليس مستغربا ابتعاد نجوم اليوتيوب عن الساحة فهم غير محترفين في الاصل
 وليست لديهم خبرة سابقة، ولذلك عندما 
وجدوا الفرصة للوصول إلى مكان أفضل رحلوا وتركوا الساحة لنجوم
سيملؤن المكان والزمان.
.
.
حسن النجراني
يورك – بريطانيا
الجمعة ٢٥ فبراير ٢٠١٤

لا يوجد ردود

أضف رد