مواضيع قسم ‘قصص من حول العالم’

كل شيء كان غريباً ..!

يناير
24

كل شيء كان غريباً

الوداع الأخير

الزفرة الاخيرة

والأبجورة الغريقة

والشهقة الأخيرة من الذكريات

.

.

كان على كل شيء أن ينتهي

أن يتضاءل ويختفي

كان على المشاعر

أن تضطرب

أن تذهب وتنتظر

أن تذوب وتحتضر

وكان عليها أن تغرق

في الفراق الأخير

.

.

كان على الوداع الغريب

أن يقف في ناصية الصمت

ليمضي في ذهول الانسياق

بالتمام والمكان المنسدلين

.

.

لا دموع ولا حضور

لا رفض ولا قبول

لا اشمئزاز ولا استحسان

إنّه الانصراف العجيب

.

.

في اللحظة الغريبة

والمكان البعيد

في الزمن المنقطع

والضياع الأخير

كان على كل شيء أن يعود غريباً ..!

.

.

حسن النجراني

مدريد ٢٤-١-٢٠٢٠

لا يوجد ردود

إنها في جنيف السويسرية ..!

نوفمبر
09

 نعم .. لم أفهم أن الملائكة ستكون على هيئة بشر سوى في هذه الدولة الجميلة

سويسرا وبالذات في مدينتي جنيف ولوزان، وذلك من خلال الهدوء والانسيابية البشرية التي تجمع بين احترام الخصوصية والتعامل بشكل ودود مع الآخر ، وقد اعتقدت

أنهم مرفهون للغاية  ولا ينقصهم شيء في ظل الأجواء الساحرة لذلك هم ملائكة ، لذلك ومن منطلق
الفضول الصحفي وعند وصولي إلى أحد المقاهي المطلة على بحيرة ليمن بوسط
جنيف، وأثناء تناولي  للقهوة تحدثت إلى رجل في أواسط الأربعينات وسألته ضاحكا:
هل أنتم ملائكة؟ فرفع حاجباه في دهشة ولم ينبت ببنت شفه، ثم عقب بعد ذلك
  قائلا نحن بشر مثلكم غير أننا لا نتدخل في شؤون الآخر ومؤمنين بالسلام
  عندها أسرفتُ  على مسامعه وصف ما شاهدته في سويسرا من لحظة الوصول
من خلال الناس وانسيابتهم في المطار والقطار والمدينة
  في هدوء عجيب يجمع بين الثقة والهدوء والابتسامة والسلاسة..!
.
.
 
سأتلو بعض المعلومات عن سويسرا باختصار شديد لتذهب الغرابة بعيداً
إن سويسرا تنقسم الأعراق فيها إلى أربعة أعراق وهم السويسريون الألمان
والسويسريون الفرنسيون والسويسريون الإيطاليون والسويسريون اللاتين.
و في ظل هذه الأعراق المختلفة فإنك ترى الجميع ينساب في بوتقة واحدة
لا تكاد تراهم يتمايزون ..
.
.
أين العجب يكمن؟
إنك إن تذهب إلى سويسرا فإنك تستطيع أن تتحدث باللغات الأربع بالإضافة إلى
الإنجليزية، ولذلك عندما دلفنا إلى مطار جنيف فإن اللغة التي يتحدث بها الجميع
هي اللغة الفرنسية وكذلك الحال بالنسبة لمدينة لوزان فإنهم يتحدثون الفرنسية
فيما يتحدث الناس مثلا في مدينة زيورخ بالألمانية بالإضافة إلى الإنجليزية
ومع ذلك فالجميع ينصهرون في مصب واحد ألا وهو خدمة سويسرا والشأن السويسري،
إن اختلاف اللغار والأعراق والديانات ليس عذرا لأن يحارب الإنسان أخاه الإنسان في
صورة همجية أقرب للحيوانية تحت شعارات دينية وحزبية وأوهام مختلقة ..
.
.
قضيت يوم السبت كاملاً مع صديقي الرحالة أحمد خيمي هذا الرجل الودود للغاية
إنه يصب الشعر صباً في أذني حتى أكاد أفقد وعيي وإحساسي تجاه حروفي
إضافة إلى أن لديه خاصية جميلة وهي أنه خدوم يهب لمساعدة أصدقائه في السفر
وهذه الصفة قلما تتوفر في بعض الأصدقاء الرائعين..
.
.
لفت نظري أنه عند التقاط الصور للزميل الرائع خيمي فإن السويسريين من روعتهم
يأتون ويحاولون الدخول في الصورة من خلال القيام بحركة ضاحكة، في إشارة إلى
هذه الأخلاق التي تنساب بداخلهم، في وقت نحن كعرب مسلمين في حاجة إلى
 أن نكون على مستوى هذه الأخلاق.
.
.
الإسلام نحن أكثر من يتشربه وأقل من يتأثر به، إنها حقيقة مرة تغضب الكثير
تكومامنا مشوار قصير للوصول إلى ذواتنا وحياتنا الحقيقة
.
أعود للحديث حول سويسرا … لم تطب لي هذه الدولة على الإطلاق بل تعتبر مملة للغاية
إنها تنفع للمقبلين على الزواج أو فرد يبحث عن الوحدة، يعشق أن يبقى الكون من حوله صامتا
وتعتبر سويسرا غالية إلى حد ما لكن ليس إلى الدرجة التي صورت لي سابقاً بل جداً عادية
ربما أكثر ما يجعل السفر غاليا بالنسبة لنا كشعب  سعودي  هي ثقافة السفر البائسة
التي سأتحدث عنها لاحقاً ..
  .
.
جنيف - سويسرا
٢ نوفمبر ٢٠١٣

رد واحد

غُرباءُ …!

أكتوبر
25

يضعُ يدهُ في جيب بنطالهِ الأزرق ..!

ويرتدي جاكيت تتداخل فيه ألوان العذاب والتعبُ والإرهاق ..

ويمضي بخطوات سريعة تخالطها أوراقُ الخريف ..

قد عقد حاجباهُ وقطّبُ جبينهُ ..

ووقفَ على منبر الغربةِ ملقياً ..

وجعُ غُربةٍ ومساراتُ ضياع ..!

.

.

أما قبل:

غُرباء ..

في أرضِ العذاب ..

غرباء ..

في مساقات الأزقّة ..

غُرباء ..

في متاهات الصعاب ..

غرباءُ ..

في رحال الأحبةِ ..

غرباء

غرباء

غرباء

غرباء

نصرخ في أرضِ المهجر ..!

غرباء

نبكي في أرضِ المحجر ..!

غرباء

تتحشرجُ الأوجاع ..!

غرباء

في أرضِ المأزقِ ..

غرباء

تمضي الساعاتُ بطيئةُ

غرباء

نبتسم بشفتينِ زائغة ..

غرباء

غرباء

غرباء

غرباء ..

.

.

إلين نمضي ؟

والغربةُ تحملُ سكينَ رهيبة ..

وتغرسُ أوجاعَ غريبة ..

وتتلذ بآهاتنا العتيدة ..

وتَسْعَدُ بجراحاتنا التليدة ..

.

.

غرباء ..

نقسمُ بسطوتها ..

غرباء ..

نهتف بقسوتها ..

غرباء..

نصرخُ بعزتها ..

غرباء ..

نأن من وطأتها ..!

.

.

غرباء

غرباء

غرباء

غرباء

.

.

غرباء  .. يا أساطيرَ الحنين

غرباء .. نعد ساعات بنغم الأنين ..

غرباء .. نكتب على طرقاتنا ضائعين ..

غرباء .. نسطِّرُ عذاباتف السنين ..!

.

.

غرباء فأينَ الفرح غاب عنا ؟

غرباء فهلّا وجدنا ما رحل منّا ؟

غرباء فلا عاشت الوحدةُ ما بقينا؟
غرباء فإلى أين المسير يا مراسينا ..!

.

.

وتحشرجَ الوجع ..

ومضى يهتفُ في أنين ..!

غرباء

غرباء

غرباء

غرباء

.

.

وغاب الشفقُ الحزين ..!

.

.

يورك أواخر أكتوبر ٢٠١٣

لا يوجد ردود

أمستردام .. ومفاجأة الفندق ..!

أكتوبر
21

 الساعة هي ١٢.٥٣ صباح الأثنين الموافق ٢١ أكتوبر ٢٠١٣م

الموافق 16 ذي الحجة ١٤٣٤هـ وأكتب هذه المدونة من أحد الفنادق

المطلة على القنوات المائية المنتشرة في أنحاء مدينة أمستردام الهولندية

وأواصل الحديث:

 عندما تسللتُ لغرفة الفندق مع صديقي وجدتُ مفاجأة جميلة

وهي أن الحمام أكثرُ فخامة من الغرفة، وهذا يحدث في النادر فلم أشاهد

فندقاً بهذه الكيفية لا أدري ما السبب أو ما الهدف، قد يكون طرئ أمر على هذه الغرفة

لا يهم ..!

.

.

لعل من أبرز المشاهدات التي لفتت نظري في مدينة أمستردام الرائعة

أن أهلها ودودون للغاية فلا يكادون يعرفون أنك أجنبي وسائح إلا ويقومون

بمساعدتك وتزويدك بالمعلومات التي  تريدها ويزيدون في ذلك إحساناً وكرماً

.

.

وأذكرُ أن صديقي سأل أحد الهولنديين ونحن في مدخل (الترام) – وهي حافلة مثل

القطار غير أنها تسير على قضبان حديدية وتنقلاتها داخل المدينة فقط – عن مكان ما

فقام الهولندي بتوصيف صديقي علماً باللغة الإنجليزية حيث أن الإنجليزية شائعة في هذه المدينة اللطيفة

وبادر بمساعدتنا ووقف إلى جوارنا وزاد في الشرح مع الابتسامة الفائقة

ولم يتركنا حتى نزلنا من (الترام) بعكس الإنجليز ذوو الأخلاق الصلفة

والذين لا يقيمون للود ولا للمحبة أي تقدير ونحن نعاني منهم كمبتعثين

فلو سألت أحدهم عن شيء ما لبادرك بعدم المعرفة وربما في أحسن الأحوال

طلب منك البحث عبر الانترنت .. إنهم سيئون للغاية في التعامل مع الأجانب ..!

.

.

من أبرز المشاهد رأيتُ خطافات في أعلى المنازل ولها (بكرة) تتدلى  للتحميل والتنزيل

وعندما سألت أحدهم عن هذه الخطافات التي أراها فوق كل مبنى المكون من طابقين

وثلاثة، قال إن الدرج الداخلي ضيق للغاية ولذلك يعمد أصحاب هذه المباني لاستخدام

الخطافات الخارجية لرفع الأثاث أو الأجهرة وإدخالها مع النوافذ الكبيرة للغرف ..

ولعلني أدرج صورة خلال الأيام القادمة لهذه الخطافات  خلال هذا الموضوع.. !

.

.

في أمستردام لا يمكن للمرء أن يبني طوابق كثيرة فتربة أمستردام لينة للغاية ولا تتحمل

بل إن المعماريين يقومون بتثبيت الخشب بالأسفل ولمسافات عميقة كي يقومون ببناء الأدوار المتعددة

.

.

التراث في أمستردام محفوظ فالدولة الهولندية تحافظ عليه وتساهم في دعم أصحاب

التراث من خلال مساعدتهم أثناء الترميم ببعض الأموال، ولا يسمح مجلس المدينة

بأي ترميم إلا بعد العودة إليه ووفق ضوابط مشددة فهم يدركون أن التراث ملك للأجيال

وفي هذه النقطة بالذات أتذكر تاريخ المدينة المنورة ومكة المكرمة والذي دمر بالكامل

ولم تبقى منه وخاصة في المدينة سوى 40 موضعاً تراثياً كنت اطلعت عليها إبان

عملي في جامعة طيبة وكذلك من خلال عملي في صحيفة عكاظ السعودية ..!

.

.

في أمستردام المتناقضات والمتشابهات كلها تسير جنباً إلى جنب سواء فيما يتعلق

بالإنسان أو بالتراث أو بما يتعلق بالأديان فمعروف عن هولندا تسامحها الديني

فمثلاً كان اليهود ربع سكان أمستردام الهولندية وكانوا يعيشون في هناء

لكن النازيين الألمان أغاروا عليهم وقتلوهم وشردوهم وهناك متحف لليهود في أمستردام

يعرض تاريخهم في هذه المدينة الجميلة، وقد زرته وسأكتبُ عنه في وقت لاحق.

.

.

لفت نظري أن الهولنديين ضخام الجثة لكن ليس الغالبية ويشتركون في أنهم ليسوا

جميلين، فضخامة الوجوه صفة متشابهة بينهم وكذلك عظمة الأنوف وهم بالنسبة

للألمان والإنجليز أقل جمالاً وكذلك نساءهم وهذا أمر مستغرب بالنسبة لي

فحسب بيئتي الصحراوية في السعودية فإن كل شقراء جميلة، ولكن ما رأيته في هولندا

العكس فكل الشقراوات غير جميلات ولم أرى جميلة تلفت النظر بل نساء عاديات جداً

والحال ينطبق على الرجال الهولنديين ..!

.

.

الحديث يطول في هذا الباب ولكن لأن المتصفحين الأعزّاء يجدون مشقة في قراءة

أحرفي فسأتوقف عند هذا الحد ..

.

.

حسن النجراني

أمستردام

1.90 صباحاً

الاثنين 21 أكتوبر 2013

لا يوجد ردود

٦٠٠ ألف سيكل .. في أمستردام ..!

أكتوبر
20

استكمالاً لحديثي عن سفري إلى المدينة الرائعة أمستردام بهولندا

خلال الفترة من الجمعة ١٣ ذي الحجة ١٤٣٤هـ إلى الاثنين ١٦ ذي الحجة ١٤٣٤هـ

واليوم هو السبت ١٤ ذي الحجة .. أواصل الحديث:

وصلتُ لمطار أمستردام الدولي بهولندا الغريب من نوعه فالمسافرون والقادمون في نفس المبنى

ولم يمر علي مطار بمثل هذه الكيفية، قبل ذلك أثار استغرابي أن هناك شوارع رئيسية

تمر من تحت مدرج الطائرات، إنها امتداد لطرق أخرى في الجهة الثانية للمطار ..

فالمطار لم يعرقل المدينة بل كان جزءً منها، وبالنظر إلى مطار الملك عبدالعرير بجدة

فإنه يعرقل المسارات والطرق في جدة الساحلية بالمملكة العربية السعودية ..

.

.

ليسَ مهماً الخوضُ في ما يحدثُ في موطني .. الأهم أن أواصلَ روايتي لما شاهدته

.

.

نزلنا المطار واستقبلونا رجال الجمارك بالترحاب كانوا يدركون أننا سيّاح لذلك عاملونا بلطف بالغ

عقب ذلك تناولت مع صديقي المبتعث لدراسة الدكتوراة في جامعة مانشستر العشاء في مطعم

برجركينج، ثم استقلينا قطار من دورين وليس كما نشاهده في بريطانيا قطار من دور واحد

وجلست إلى جواري إمرأة في الثلاثينيات وسألتني عن محطة القطار القادمة فهززتُ رأسي

وقلت لها إنني سائحٌ مثلك وأحتاج إلى من يرشدني .. ابتسمت ثم سألتني من أين؟

فقلت لها من السعودية، وسألتها نفس السؤال فقالت من أستراليا  ..

.

.

سألتُ الأخت النصرانية القادمة من إستراليا عن سبب رحلتها إلى أمستردام ..!

فجاوبتني بابتسامة جذلى: إنني قادمة للاستماع بالمارجوانا والحشيش

فابتسمت لها وقلت: أوقات سعيدة سيدتي ..

.

.

طبعاً الحشيش والمراجوانا مسموح بيعها في محلات أمستردام بشكل قانوني وأسعار

الجرام تتراوح بين العشرين والثلاثين يورور تقريبا (١٥٠) ريال سعودي، وتباعُ

في محلات خاصة بها تسمى (Coffee shop)  وليس لها من بيع القهوة نصيب

ولكن أجبرتها الحكومة على بيع المشروبات إلى جانب الحشيش وغيره، وتتميز لوحات

المحلات تلك بأن عليها علامة شجرة شكلها قريب إلى النخلة ..

.

.

وصلنا لمحطة (Central Station) بتذكرة قيمتها ٤ يورور (٢٠) ريال سعودي واستغرقت

من المطار لهذه المحطة حوالي ٢٥ دقيقة، وتوجهنا بالتاكسي من محطة القطار إلى الفندق ..

.

.

في أثناء طريقنا إلى الفندق شاهدت أمستردام تبدو فوضوية ليست كنظام المدن

البريطانية وتبدو قديمة وتنتشر بها آلاف السياكل (الدراجات الهوائية) وبحسب إحصاءات

مجلس مدينة أمستردام فالمدينة تحتوي على أكثر من (٦٠٠.٠٠٠) ستمائة ألف دراجة هوائية

.

.

المدينة ممتلئة وحتى الثمالة من هذه الدراجات في كل ركن وزاوية وطريق دراجات

ودراجات مثل الدراجات التي يستخدمها ( بعض اخوتنا من الهند وباكستان) الكبيرة في السعودية

التي تبدو رسمية في نظرنا كسعوديين، وبدا أهلها بأنهم ودودون للغاية .

.

.

أثناء ركوبنا في التاكسي  كان يسير سائقه بطريقة متهورة وشعرتُ بداخلي بالحرية فجأة

فأنا في بريطانيا وخلال سنة كاملة كنت أمضي في التاكسي بنظام شديد ومعقد

بيد أن السائقون هنا متهورون لكن يعرفون طريقهم جيداً، ودار حوار سريع بيني وبين السائق

وسألته من أين؟ فقال إن أصوله تعود للمغرب لكنه مولود ويعيش بهولندا ولا يعرف يتحدث العربية

فقلت له هذا رزقك وبلدك فامض بارك الله في  حياتك ..!

.

.

وصلنا الفندق واستقبلنا رجل في آواخر الأربعينات تبدو عليه الكآبة يضع نظارته على طرف أنفهِ

واستقبلنا بود جميل كأنه يطرد كآبته إلى وجوهنا لم أكترث لسبب أن فندقنا يطل على

قناة مائية ولذلك فكآبته سأغسلها بالنظر إلى هذه القناة، كان مؤدباً وهو يبلغنا بكافة الإرشادات

استلمنا مفاتيح الغرفة واتجهنا لها.

.

.

وبداخل الغرفة كانت المفاجأة والتي سأرويها لاحقاً ..!

.

.

حسن النجراني

أمستردام

٢.٣٣ صباحاً ..

الأحد ١٥ ذي الحجة ١٤٣٤هـ

هولندا

لا يوجد ردود